للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي سورة المدثر:

{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ، إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ، فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ، عَنِ الْمُجْرِمِينَ، مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ، وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ، وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ، حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ}

وعرفنا أيضا أن ترك الصلاة وعدم تدبر معناها، والامتثال لها عملا وروحا يعد علامة من علامات التكذيب بيوم الدين. قال تعالى في سورة الماعون:

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ، فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ، وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ، فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ، الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ، وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}

وإذا اشتد الضيق بالإنسان، وأتته المحن من حيث لا يدري وتكالبت عليه الأوهام، وأصبح لا يجد لنفسه مخرجا فعليه بالصلاة، فإن فيها العزاء والفرج، والمناجاة والأمل. ولا عجب فهي لقاء مع الله الذي بيده العمر والرزق والصحة والسعادة. والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "جعلت قرة عيني في الصلاة": ويقول تعالى في سورة البقرة آية ١٥٣:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ}

وفي الآيتين ٤٥ و ٤٦ من البقرة أيضا يقول عز وجل:

{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ، الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}

وقبل أن أنهي حديثي عن الصلاة أحب أن أشير إلى أن الصلاة عبادة

<<  <   >  >>