نفقته حتى عودته. وأن يكون ذلك من ماله الحلال الخالي من الشوائب والشبه، وأن يحرص قبل حجه على أداء ديونه ورد الأمانات إلى أصحابها. وصحيا: أن يكون في صحة يستطيع معها تحمل مشقة السفر وأداء مناسك الحج وعناء الرحلة. وبالنسبة للأمن. يجب أن يأمن الطريق إلى الحج، وفي الحقيقة ليست هذه شروط الحج فقط، وإنما هي تتعلق بكل عقائد الإسلام وتكاليفه؛ لأن أوامر الإسلام لا تحمل أي نوع من الإرهاق والعسر؛ لأنها ما شرعت أصلا إلا رحمة بالإنسان ولخير الإنسانية وسعادتها في دنياها وأخراها.
وقد حدد الإسلام للحج أشهرا معلومة، كما بين أن له أماكن محدودة وأشهر الحج هي: شوال، وذو القعدة، وذو الحجة من الأشهر العربية, وأماكنه: البيت الحرام، ومنى، وعرفات، والمزدلفة، ومكان رمي الجمار. هي أماكن حرم الله فيها على الحاج أي إيذاء حتى صيد الحيوان أو إزعاجه بأي صورة من الصور {لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} كما حرم عليه قطع الأشجار أو إتلاف ثمرها أو أي فعل يضر بها كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:"لا يختلي خلالها، ولا يقطع شوكها"، وجعل الله أشهر الحج أيضا من الأشهر الحرم التي يحرم فيها القتال وإيذاء الناس أو الاعتداء عليهم. وكأن الإسلام بذلك يدعو الناس جميعا إلى وضع هدنة بينهم مدة أربعة أشهر هي أشهر الحج ومعها "شهر رجب" لكي يلتقطوا أنفاسهم ويراجعوا الحساب فيما بينهم عسى أن يكتشفوا ضلالا في الرأي أو فسادا في الحكم، فيعودوا إلى رشدهم ويبتعدوا عن العداوة والبغضاء والقتال فيما بينهم. وقد فرض الحج في هذه الأشهر؛ لأن في الحج جهادا يأخذ من العبد طاقته البدنية، وينقله إلى حالة من الصفاء الروحي، تجعله يكتشف صواب الأشياء ويتعرف عليها بصورة غير التي كان يراها بها وسط ضوضاء الحياة، وإلحاح