للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأخلاقيات والنظم والأفكار التي يتعلمها في دروس التهذيب: وخير طريق لذلك النشاط المدرسي، فقيام الطفل بالعمل في جمعية المدرسة يعلمه التعاون أفضل من عشرين درسا, وكذلك اشتراكه في فريق من فرق الكرة بالمدرسة أو ممارسته رياضة ما من الرياضات التي تقوم على تعاون الجماعة، وكذلك فإن عشرات الدروس في الآمانة ومئات الأمثلة من الأمناء، لا تعادل قيام التلميذ بأمانة الصندوق لجمعية مدرسية من قبل الطلاب بشكل دوري، وقيام بعض التلاميذ بجمع الزكاة أو الصدقة من أهل الخير والإشراف على توزيعها إلى من يستحق، تربي روح الخير والعطف على الآخرين، أفضل من مائة درس وألف رواية عن فعل الخير وأثره. ويمكننا عن طريق المشاركة الفعلية للتلاميذ في مثل هذه الأمور أن نكشف جوانب الخطأ في تربيتهم المنزلية، وأن نعمل على معالجتها بزيادة الرعاية وحسن التوجيه إلى ما تهدف إليه المدرسة وينشده المجتمع، وبإمكان المدرسة فعلا أن تمحو إساءة البيت إن أخلص القائمون بالأمر، وكانوا هم مثالا أفضل مما شاهد التلاميذ في منازلهم. وهذا يقتضينا أن نبين بعض المواقف التي تؤدي إلى عكس ما تهدف إليه التربية. مثل سوء الظن بالتلاميذ واعتبارهم دائما غير أهل لتحمل المسئولية، فإن ذلك بطريق غير مباشر يحملهم على اليأس والاشمئزاز من العمل، وبالتالي يربي فيهم روح التحدي والخيانة والعنف. فعلينا أن نمنحهم ثقتنا، ونوليهم عطفا يقربنا إلى قلوبهم، ونأخذ المتهم منهم بالنصح الانفرادي في حزم لا يشعر فيه بالتحدي، وبصبر لا يدرك من خلاله التهاون أو الضعف, وبهذا يمكن علاج النفوس المرهفة بلا جرح لها، واكتشاف النفوس الأخرى التي لا ينفع معها التلميح أو التصريح، فننتقل معها إلى مرحلة الحرمان من النشاط ومن مساعدة الجماعة في بعض المواقف, ويمكن أن يشتد العقاب أكثر من ذلك إذا لم تُجد هذه الطريقة, وهذا رأي علماء التربية بالنسبة للأطفال منذ عصر "القابسي". حتى عصرنا

<<  <   >  >>