للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويرى كثير من علماء التربية أن طريقة التدريس تعني التخطيط الدقيق للمادة العلمية وتنظيمها تنظيما ميسرا, يجعلها في متناول إدراك تلاميذ كل مرحلة من مراحل التعليم، وأن المعلم وحده هو المسئول عن هذا التخطيط وتنفيذه, بالطريقة التي يراها ملائمة له ولمستويات تلاميذه، مع محاولة التأثير في سلوكهم وتغيير عاداتهم.

وهذا يجعلنا ندرك أن طريقة التدريس هي وسيلة المدرس لتحقيق أهداف العملية التربوية بكل مشتملاتها التعليمية والسلوكية والأخلاقية والنفسية.

لذلك فإننا نستطيع أن نقول إن طريقة تعنى أكثر من مجرد أداة لتوصيل المعلومات والمعارف إلى ذهن المتعلم.

إنها بالدرجة الأولى أداة لمساعدة المتعلم على اكتساب المهارات والعادات والاتجاهات والميول والقيم المرجوة لأي مجتمع من المجتمعات؛ لأننا نعلم أن هذه الأمور جميعها قابلة للاكتساب والتغيير والتعديل، والعملية التربوية هي التي تقوم بذلك، وطريقة التدريس جزء من العملية التربوية بل تعد الأساس الأول لها.

إن المعلم الجيد يجب أن يدرك أن التغير المطلوب من سلوك المتعلم هو الهدف الأساسي لعملية التدريس, وأن نجاح التدريس وطريقته إنما يقاس بمقدار ونوعية التعلم الذي ينتج عنه لدى المتعلم، والذي يرى من سلوكه وقيمته قبل أن يرى من معارفه.

وقد تبين بعد الدراسات التربوية الدائمة والمتصلة أن نشاط التدريس وموقف المدرس وعمله متعدد الجوانب: فهو يشمل التحدث والشرح، والوصف، والتصوير، والتوضيح، وضرب الأمثلة وإجراء التجارب،

<<  <   >  >>