للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلام، فقال: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: ٤٦] . ولقد قال الشاعر وأحسن فيه:

إلى التقى فانتسب إن كنت منتسبًا

بلال الحبشى العبد فاز تقى

غدًا أبو لهب يرمى إلى لهب

فليس يجزيك يومًا خالص النسب

أحرار قوم قريش صفوة العرب

فيه غدت خطبا حمالة الحطب

الفصل الثانى

فى صفته

كان رحمه الله تعالى حسن الوجه، وقيل: كان طوالاً تعلوه سمرة، أحسن الناس منطقًا، وأحلاهم نعمة. وعن حماد بن أبى حنيفة: كان أبو حنيفة طوالاً تعلوه سمرة، كان حسن الهيئة، كثير العطر، يُعرف بريح الطيب إذا أقبل وإذا خرج من منزله قبل أن يُرى، ويقال: كان حسن النعل والبزة، وعن بشار مولى أبى جعفر، قال: رأيت أبا حنيفة وهو ربعة من الرجال، جميل الوجه، كريم النفس، وليس بالطويل ولا بالقصير، له أذنان عريضتان، وهامة عظيمة، وله سنتان نائيتان، وهو يحدث الناس. ويقال: كان أبو حنيفة نحيفًا، شديد البياض، ربعة من الرجال.

الفصل الثالث

فيمن رأى أبو حنيفة من الصحابة وروى عنهم

كان أبو حنيفة، رضى الله عنه، من سادات التابعين، رأى أنس بن مالك، ولا يشك فيه إلا جاهل وحاسد. قال ابن كثير فى تاريخه: أبو حنيفة كان أجدر العلماء، وأحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبعة، وهو أقدمهم وفاة؛ لأنه أدرك عصر الصحابة، ورأى أنس بن مالك، قيل: وغيره. وذكر الخطيب فى تاريخ بغداد أن أبا حنيفة رأى أنس بن مالك. وذكر المزى فى التهذيب أنه رأى أنس بن مالك، وكذا ذكر الذهبى فى الكاشف، وغيرهم من العلماء، وروى عنه أحاديث، وقد وقع لنا منها حديث أخبرنى به إجازة الحافظ المحدث الشيخ زين الدين عبد الرحيم بن حسين العراقى، وقال: حدثنا الشيخ برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين الرشيدى، بروايته عن الشيخ الإمام شهاب الدين أبى المعالى أحمد ابن الإمام العلامة أبى محمد رفيع الدين إسحاق بن محمد ابن على بن إسماعيل الأبرقوهى، قال: أخبرنا إبراهيم بن عثمان بن يوسف بن أيوب ابن إسحاق الكاشغرى ثم البغدادى الحنفى الزركشى بقراءة والدى عليه وأنا أسمع بحران فى غالب ظنى، فإن لم يكن سمعًا فإجازة، قاله والدى، أخبركم القاضى الإمام أبو الخير مسعود بن أبى الفضل الحسين بن سعيد بن على بن بندار اليزدى بقراءة

<<  <  ج: ص:  >  >>