للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض، فإنهم يتعايرون تعاير التيوس فى الزريبة. وقال أبو عمر: الصحيح فى هذا الباب أن من صحت عدالته، وثبتت أمانته لم يلتفت فيه إلى قول أحد، إلا أن يأتى فى جرحه ببينة محاولة يصح بها جرحه على طريق الشهادات، فما ورد من ذلك، ولا يلتفت إليه ما ذكر عن مغيرة، عن حماد، أنه ذكر أهل الحجاز فقال: قد سألتهم فلم يكن عندهم شىء، والله لصبيانكم أعلم منهم بل صبيان صبيان صبيانكم. وعن مغيرة: قدم علينا حماد من مكة فأتيناه. فقال أحمد: والله يا أهل الكوفة لقيت عطاء، ومجاهدًا، وطاووسًا، فصبيانكم أعلم منهم، بل صبيان صبيانكم. قال مغيرة: هذا بغى منه. قال أبو عمر: صدق. فقد كان أبو حنيفة، وهو أفقه الناس بحماد، يفضل عطاء عليه. قال أبو عاصم: سمعت أبا حنيفة يقول: ما رأيت أفضل من عطاء بن أبى رباح، ومنه كلام مالك فى ابن إسحاق دجال؛ لكونه قال: هاتوا علم مالك فأنا بيطاره، ولكونه قال: هو مولى بنى تميم، وإنما هو أصبحى من حلفاء بنى تميم، وربما كان تكذيب مالك له لتشيعه وللقدر، وأما الصدق فوثقه ابن وهب.

قال أحمد بن صالح: سألت ابن وهب عن أبى إسحاق فوثقه، فقلت: إن مالك يقول: كذاب، قال: لا يقبل قول بعضهم فى بعض. ومنه قول الفضل بن موسى: قال أبو حنيفة: إن الأعمش لم يصم رمضان، ولا اغتسل من جنابة. قال على بن خشرم: فقلت للفضل: ما يعنى بذلك؟ قال: كان الأعمش يرى الماء من الماء، ويتسحر على حديث حذيفة. وقال يحيى بن يحيى: كنت آتى ابن القاسم فيقول لى: من أين؟ فأقول: من عند ابن وهب، فيقول: الله الله اتق الله، أكثر هذه الأحاديث ليس عليها العمل. ثم آتى ابن وهب، فيقول: من أين؟ فأقول: من عند ابن القاسم، فيقول: اتق الله، فإن أكثر هذه المسائل رأى. وقال أبو عمر أيضًا: وقد كان ابن معين، عفا الله عنه، يطلق فى أعراض بعض الثقات لسانه، منها قوله: كان عبد الملك أبخر، وكان رجل سوء، وكان أبو عثمان النهدى شرطيًا. وقال فى الزهرى: ولى الخراج لبعض بنى أمية، وإنه فقد مرة مالاً فاتهم غلامًا له، فضربه فمات. وقوله فى الأوزاعى: كان من الجند. وقال فى موضع آخر: لا يكتب عن الجند. وقال: حديثه عن الزهرى، ويحيى بن أبى كثير ليس بثبت. وقوله: كان طاووس شيعيًا. ذكر هذا كله أبو الفتح الأزدى فى آخر الضعفاء، عن العلائى، عن يحيى، وقد رواه مفرقًا عباس وغيره عنه، ومما عيب به يحيى قوله فى الشافعى: ليس بثقة، فقال أحمد: ومن أين يعرف يحيى الشافعى، هو لا يعرف الشافعى ولا يعرف ما يقول الشافعى، أو نحو هذا من جَهِلَ شيئًا عاداه. فصدق أحمد، وكلام الأقران بعضهم فى بعض لا عبرة به إلا ببرهان، فانظر أيها العاقل إذا لم يلتفت إلى قول

<<  <  ج: ص:  >  >>