وقال أبو عمر أيضًا: كان يحيى بن معين يثنى عليه، ويوثقه، وأما سائر أهل الحديث فهم كالأعداء لأبى حنيفة، وأصحابه. ومن هذا قال ابن جرير الطبرى: وتجافى حديثه قوم من أهل الحديث من أجل غلبة الرأى عليه، وتفريعه الفروع، والأحكام مع صحبته السلطان، وتقلده القضاء. وقال الذهبى فى الميزان فى ترجمته: قال الفلاس: صدوق كثير الغلط. وقال البخارى: تركوه. وقال عمرو الناقد: صاحب سنة. وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه. وقال المزنى: هو أتبع القوم للحديث. وقال ابن راهوية: أن يحيى بن آدم قال: شهد أبو يوسف عند شريك فرده. وقال: لا أقبل من يزعم أن الصلاة ليست من الإيمان، وقد روى عن ابن معين تليين أبى يوسف، وأما الطحاوى فقال: سمعت إبراهيم بن أبى داود البرلسى، سمعت يحيى بن معين يقول: ليس فى أصحاب الرأى أكثر حديثًا، ولا أثبت من أبى يوسف.
وقال ابن عدى، ليس فى أصحاب الرأى أكثر حديثًا منه إلا أنه يروى عن الضعفاء الكثير مثل الحسن عمارة، وغيره، وكثيرًا ما يخالف أصحابه، ويتبع الأثر، وإذا روى عنه ثقة، ويروى هو عن ثقة فلا بأس به. قلت: قال ابن كامل: ولم يختلف يحيى بن معين، والإمام أحمد بن حنبل، وعلى بن المدينى فى ثقته فى النقل، وقد أثنى عليه غير واحد من المشايخ الإجلاء الأثبات، فعن يحيى بن معين: كان أبو يوسف القاضى يحب أصحاب الحديث، وقد كتبنا عنه أحاديث. وعن أحمد بن حنبل يقول: أول ما طلبت الحديث ذهبت إلى أبو يوسف القاضى، ثم طلبنا بعد فكتبنا عن الناس، وعن عمرو الناقد ما أحب أن أروى عن أحد من أصحاب الرأى إلا عن أبى يوسف، فإنه كان صاحب سنة. وعن يحيى بن معين: أبو يوسف أنبل من أن يكذب، وليس أحد من أصحاب الرأى أثبت عندى من أبى يوسف، ولا فى أصحاب أبى حنيفة أحفظ للفقه منه عندى، وكان ثقة عدلا صدوقًا. وعنه: لم يكن أبو يوسف فى الحديث بكذوب.
وعن على بن المدينى: كان صدوقًا. وعن أبى زرعة: كان سليما من التجهم. فظهر مما ذكرنا تحامل المحيطين عليه، وحسدهم، وعدواتهم فالخطيب البغدادى، والدارقطنى، ومن نحى نحوهما، وذكره ابن حبان فى الثقات. وقال: يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حتبة من أهل الكوفة، روى عن يحيى بن سعيد الأنصارى، روى عنه بشر بن الوليد، وأهل العراق، وكان شيخا متقنا، لم يكن سلك مسلك صاحبيه إلا فى الورع، وكان يباينهما فى الإيمان، والقرآن، حدثنا الحسن بن محمد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم القاضى، حدثنا قتيبة بن سعيد قال: سمعت أبا يوسف يقول: الإيمان قول، وعمل يزيد،