للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى كلٍّ ذكرت هذا الوجه وإن كان دقيقًا يقصر عنه فهم الكاتب؛ لأنه غير متخصص في العلوم الشرعية، لكن لابد من ذكره ليعرف وليُحرص على فهم العلم على فهم العلماء، لئلا يُخرج عن سبيلهم.

رد استدلاله بتغيير معاذ صفة صلاة المسبوق

الشبهة التاسعة

قال الكاتب: «الثامن سنة معاذ بن جبل -رضي الله عنه- في المسبوق، فقد كان الرجل من الصحابة -رضي الله عنهم- إذا جاء إلى الصلاة مسبوقًا يسأل، فيخبر بما سبق من صلاته، فيصلي ما فاته ثم يلحق الجماعة، فيكونون مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما بين قائم وراكع وقاعد، حتى جاء معاذ -رضي الله عنه- فقال: لا أراه - يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- على حال إلا كنت عليها، فقال رسول الله: إن معاذًا قد سن لكم سنة، كذلك فافعلوا (١)، فهذه بادرة خير من معاذ ابتدأها اجتهادًا من تلقاء نفسه، وليس عنده في ذلك سنة توقيفية، فصارت سنة المسبوقين إلى يوم الدين» (٢).

وكشف هذه الشبهة من أوجه:

الوجه الأول: أنه ليس في الحديث إحداث وابتداع، وإنما اجتهاد، والمجتهد إذا كان أهلًا للاجتهاد فهو ما بين مصيب أو مخطئ، إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد، وفرق بين الاجتهاد والإحداث، وذلك أن المجتهد مقر بأنه لا عبادة إلا بدليل، لذا هو يسعى لمعرفة هذا الدليل، وهذا بخلاف من لا


(١) أخرجه أبو داود رقم (٥٠٦)، وأحمد (٣٦/ ٤٣٦).
(٢) (ص ١٣٠).

<<  <   >  >>