للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذلك أن الحق إذا جحد وعورض بالشبهات أقام الله تعالى له مما يحق به الحق، ويبطل به الباطل من الآيات البينات بما يظهره من أدلة الحق وبراهينه الواضحة، وفساد ما عارضه من الحجج الداحضة» (١).

وإني لأرجو أن يكون هذا دافعًا لأهل السنة أن يزدادوا حماسة في الدفاع عن دينهم وعقيدتهم بالقلم واللسان، وبكل وسيلة شرعية ممكنة، وألا ييأسوا من كثرة أهل الباطل ودعاة السوء، ففي هذا خير من جهة وهو فتح باب جهادهم بالحجة للفوز بالأجور ورضا الله، فإن الله لم يخلق شرًّا محضًا ..

وإن للإمام ابن القيم أبيات عظيمة في شحذ همة السني وتقويته، وهذه بعضها (٢):

وانصر كتاب الله والسنن التي … جاءت عن المبعوث بالفرقان

واضرب بسيف الوحي كل معطل … ضرب المجاهد فوق كل بنان

واحمل بعزم الصدق حملة مخلص … متجرد لله غير جبان

واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى … فإذا أصبت ففي رضا الرحمن

واجعل كتاب الله والسنن التي … ثبتت سلاحك ثم صح بجنان

من ذا يبارز فليقدم نفسه … أو من يسابق يبد في الميدان

واصدع بما قال الرسول ولا تخف … من قلة الأنصار والأعوان

فالله ناصر دينه وكتابه … والله كاف عبده بأمان


(١) الجواب الصحيح (١/ ٨٥).
(٢) الكافية الشافية (ص: ١٦).

<<  <   >  >>