للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تكرار رد زعمه أن الصحابة بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

لا يرون العبادات توقيفية مطلقًا

الشبهة الرابعة عشرة

قال: «كذلك فقد ابتدأ الصحابة -رضي الله عنهم- عددًا من المحدثات بعد وفاته -صلى الله عليه وسلم-، مما يدل على أنهم لم يكونوا يعتقدون أن كل ما تركه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حرام، بل لكل محدثة حكمها الذي ينسجم مع مقاصد الشريعة ونصوصها العامة وقواعدها الكلية، ولم يكونوا يقبلون - في الوقت نفسه - كل محدثة في الدين، بل كانوا ينكرون من المحدثات ما يعتقدون أنه من البدع السيئة التي تتصادم مع أصول الدين ونصوصه، فكانت طريقتهم البحث والقياس وإلحاق النظير بالنظير» (١). ففي هذا زعمه أن الصحابة لا يرون العبادات توقيفية مطلقًا.

وكشف هذه الشبهة أن يقال:

إن الآثار التي ذكرها الكاتب لا تخرج عن أحوال:

الحال الأولى: عبادات فعلها الصحابي مما قد يكون أخذها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو أخذها ممن أخذها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا خارج مورد النزاع؛ لأنها راجعة للشرع.

وذلك مثل رفع الصوت بالتكبير في العيد وعشر ذي الحجة (٢) وألفاظ قنوت عمر في النوازل (٣).


(١) (ص ١٣٩).
(٢) (ص ١٤٠).
(٣) (ص ١٤١).

<<  <   >  >>