للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المذكور قال ذلك مستندًا لشيء سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم-، إما بطريق النصوصية وإما بطريق الاستنباط» (١).

رد استدلاله بتكرار قراءة سورة الإخلاص في حديث آخر

الشبهة السادسة

قال: «الخامس: «التزام أحد الصحابة -رضي الله عنهم- قراءة سورة الإخلاص في كل ركعة من قيامه في الليل، فقد سمع أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- رجلًا يقرأ

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: ١] يرددها، فلما أصبح جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، وأنه يتقالها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن» (٢). وزاد في رواية: أن رجلًا قام في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ من السحر {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} لا يزيد عليها» (٣).

وكشف هذه الشبهة من أوجه ثلاثة:

الوجه الأول: ليس في هذا الحديث أن الصحابي يتقصد تكرار قراءة سورة الإخلاص لأنها مستحبة لذاتها، بل لأنه خشع عند قراءتها وتدبرها، فصار يكررها تدبرًا وخشوعًا، فلا مانع أن يكرر أحد آية أو سورة تدبرًا وخشوعًا، وليس هذا ابتداعًا؛ لأنه داخل في جملة التعبد بعموم القراءة والتدبر، وتقدم أن هناك فرقًا بين التعبد بالإطلاق وفي الجملة، وبين التقييد والتخصيص، فإن من


(١) فتح الباري (١٣/ ٣٥٦).
(٢) أخرجه البخاري رقم (٥٠١٣).
(٣) (ص ١٢٨).

<<  <   >  >>