للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجه الثالث: أن الأدلة والآثار والإجماع واضحة في أن العبادات على التوقيف والحظر، فلا تترك لهذه الأدلة المحتملة، فإن المحتمل يرد إلى المحكم المجمع عليه.

رد تكرار استدلاله بأن الإحداث في الرقية يدل على الإحداث في العبادة

الشبهة الحادية عشرة

قال الكاتب: «العاشر: وقد تكرر اجتهاد الصحابة -رضي الله عنهم- في الرقية، فعن خارجة بن الصلت التميمي أن عمه مر بقوم وعندهم مجنون موثق في الحديد، فقال له بعضهم: أعندك شيء يداوى به هذا، فإن صاحبكم - يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- قد جاء بخير قال: فقرأت عليه الفاتحة ثلاثة أيام في كل يوم مرتين، فبرأ فأعطاه مائة شاة، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له فقال: «كل فمن أكل برقية باطل فقد أكلت برقية حق» (١)، وزاد في رواية: وكلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل فكأنما أنشط من عقال، فقد اجتهد هذا الصحابي في عدد مرات القراءة وأيامها وطريقتها بدون توقيف، فأقرها النبي -صلى الله عليه وسلم- (٢).

وكشف هذه الشبهة أن يقال:

إن هذا تكرار للاستدلال بالرقية، وأنها غير توقيفية، وتقدم كشف هذه الشبهة في الشبهة السابقة وهو أن الرقية ليست من العبادات المبنية على الحظر بل من الطب والتداوي.


(١) أخرجه أبو داود رقم (٣٨٩٦)، وأحمد (٣٦/ ١٥٥).
(٢) (ص ١٣٠).

<<  <   >  >>