للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والإجابة على هذه الأدلة الخمسة كالتالي:

أما استدلالهم الأول بحديث «ما رآه الناس حسنًا فهو حسن» فلا يصح الاستدلال به لأسباب ثلاثة:

السبب الأول: أنه ضعيف ضعفه العلماء، قال ابن حزم: «واحتجوا في الاستحسان بقول يجري على ألسنتهم، وهو: «ما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن»، وهذا لا نعلمه يسند إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من وجه أصلًا، وأما الذي لا شك فيه فإنه لا يوجد ألبتة في مسند صحيح، وإنما نعرفه عن ابن مسعود» (١).

قال ابن القيم: «أن هذا ليس من كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإنما يضيفه إلى كلامه مَنْ لا عِلْمَ له بالحديث، وإنما هو ثابت عن ابن مسعود من قوله» (٢).

قال ابن عبد الهادي: «إسناده ساقطٌ، والأصح وَقْفه على ابن مسعود» (٣).

قال العلامة الألباني: «إن في إسناده كذابًا»، ثم ذكر أنه إنما يثبت موقوفًا على ابن مسعود (٤)، كما أخرجه الإمام أحمد (٥) والخطيب في الفقيه والمتفقِّه (٦).

السبب الثاني: أن لفظ الحديث المرفوع - لو صحَّ - فيه تخصيصُ الحكمِ بالصَّحابة، لا عمومِ المسلمين، وذلك أن لفظه: «إن الله نظر في قلوب العباد


(١) الإحكام في أصول الأحكام (٦/ ١٨).
(٢) الفروسية (ص ٢٩٨).
(٣) بواسطة كشف الخفاء (٢/ ١٨٨).
(٤) السلسلة الضعيفة رقم (٥٣٣).
(٥) (٦/ ٨٤).
(٦) (١/ ٤٢٢).

<<  <   >  >>