للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا قارب الزرع أن يسنبل دخل الثعلب فيه وتمعّك فرحا به، فيفسد ذلك الزرع، ولذلك سمّى احتراق الشعر: داء الثعلب، لأنه يسقطه كما يذهب ورق السنبلة والشوكة.

القنفذ يعمد إلى الكرمة فيحرّكها فيقع منها العنب، فيتمرّغ فيه حتى يملأ شوكه ويعود إلى عشه، فإذا بصرت به جراؤه أطافت به تلتقط ذلك الحب من شوكه وتأكله.

الذئب إذا هيّئ من معاه وتر وهيّئ من معى الشاة وتر، ثم علّقا بآلات الملاهي، ثم ضرب بهما، صوّت المعمول من الذئب، وخرس الوتر المعمول من الشاة.

وكلّ شاة يتناول الذئب من لحمها يكون لحمها لذيذا، وكل جزّة صوف تهيّأ من الشاة التي قد تناول الذئب منها قمل الثوب المعمول منها من قبل سمّ أسنانه.

الكلب إذا مرض أكل حلفاء رطبة.

والأيّل إذا مرض أكل حيّة.

والضّبع إذا مرض أكل كلبا.

الأسد إذا أكل كلبا فإنه يكون قد ضرس فيزول ذلك.

الرخمة إذا ضعف بصرها بقرت مرارة إنسان.

الأعنز البريّة تألف حيتانا بحريّة، وتدع الجبال وتسلك طريقا بعيدا حتى تأتي البحر لمكان تلك الحيتان، فلما عرف ذلك الملّاحون سلخوا جلود تلك الأعنز، ودنوا بها من شاطئ البحر على ظهورهم، فإذا نظرت تلك الحيتان إليها فيصيدها الملاحون.

ليس من السباع شيء صلبه عظم واحد بلا خرز إلا الأسد والضبع.

من ربط على بدنه سنّا من أسنان الذئب ولبسه لم يخف الذئاب.

والفرس الذي يعلّق عليه شيء من أسنان الذئب يكون سريع الجري.

المعزى البرّية تكون صلبة القرون، تأوي أطراف الجبال وما كان مشرفا من الصخور على أودية، فإن بصرت بالصياد ألقت أنفسها من تلك الصخور لتقيها بقرونها، فإن سقطت على غيرها هلكت، وفي قرونها خرزات مستديرات على قدر ما يكون عدد سنيها.

والعجب أنها تحفظ إناثها عند الكبر وتتعهّدها بالمطعم والمشرب تحمله على أفواهها.

المعزى البرّيّة إذا صيد شيء من سخالها تبعته ورضيت بالعبودية مع ولدها وفي أطراف قرونها جحرة تتنفّس منها، فإن سدّت هلكت مكانها.

الورشان يحترّز بأن يضع ورق الغار في عشّه.

<<  <   >  >>