وقد روى ابن الكلبي عن أبيه عن ابن صالح، عن ابن عبّاس قال: لما كان يوم بدر،- قال عليّ- عليه السلام- للمقداد: أعطني فرسك أركبه، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنت تقاتل راجلا خير منك فارسا. قال: فركبه ووتر قوسه ورمى فأصاب أذن الفرس فصرمه، فضحك النبيّ صلّى الله عليه وسلّم حتى أمسك على فيه، فلمّا رأى عليّ ضحكه غضب فسلّ سيفه، ثم شدّ على المشركين: فقتل ثمانية قبل أن يرجع، فقال عليّ- عليه السلام-: لو أصابني شرّ من هذا كنت أهله حين يقول: «أنت تقاتل راجلا خير منك فارسا» ، فعصيته.
وقال صلّى الله عليه وسلّم:«إنّ امرأ عرف الله وعبده وطلب رضاه وخالف هواه لحقيق بأن يفوز بالرحمة» .
لما ورد محمد بن مسلمة على عمرو بن العاص من جهة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، صنع عمرو له طعاما ودعاه إليه، فأبى محمد، فقال عمرو: أتحرّم طعامي؟ قال: لا، ولكني لم أومر به. فقال عمرو: لعن الله زمانا عملنا فيه لابن الخطاب، لقد رأيته وأباه وإنهما لفي شملة ما تواري أرساغهما، وإن العاصي بن وائل لفي مقطّعات الدّيباج مزرّرة بالذّهب. فقال محمد: أمّا أبوك وأبو عمر ففي النار، وأما أنت فلولا ما وليت لعمر لألفيتك معتقلا عنزا يسرّك غزرها ويسوءك بكؤها «١» ، فقال عمرو: المجالس أمانة، فقال محمد: أمّا ما دام عمر حيّا فنعم.
دخل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على فاطمة- عليهما السلام- يعودها من علّة، فبكت، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما يبكيك؟ فقالت: قلّة الطّعم، وشدّة السّقم، وكثرة الهم.
قال عبد الله بن مسعود: شرّ الأمور محدثاتها، وشرّ الغنى غنى الإثم،