ثم جاءته فصادفته يصلّي، فقالت: اللهمّ إنّ هذا ابني قد عقّني فلم يكلّمني فلا تمته حتى تريه المومسات، ولو دعت عليه أن يفتن لفتن، قال: وكان راعي ضأن يأوي إلى ديره، فخرجت امرأة من القرية، فوقع عليها الرّاعي، فحملت فولدت غلاما، فقيل لها: ممّن هذا؟ فقالت: من صاحب هذه الصّومعة، فأقبل الناس إليه بفؤوسهم ومساحيهم فبصروا به، فصادفوه يصلّي، فلم يكلّمهم، فأخذوا يهدمون ديره، فنزل وتبسّم ومسح رأس الصّبيّ وقال: من أبوك؟ فقال: أبي راعي الضّأن. فلمّا سمع القوم ذلك راعهم، وعجبوا، وقالوا: نحن نبني لك ما هدمنا بالذّهب والفضّة. قال: لا، أعيدوها كما كانت ترابا، ثم عاد.
وقال أبو الدّرداء: لا يحافظ على سبحة الضّحى إلّا أوّاب.
وقال أيضا: ليس على سارق الحمام قطع.
وقال: إذا اخترتم أرضا فلا تختاروا أرمينية، فإنّ فيها قطعة من عذاب الله، يعني البرد.
أبو هريرة يرفعه: ويل للعرفاء، ويل للأمناء، ليتمنّينّ أقوام يوم القيامة أنّهم كانوا متعلّقين بين السماء والأرض يتذبذبون من الثّريّا، وأنهم لم يلوا عملا.
قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لعبد الرحمن بن سمرة:«لا تسأل الإمارة، فإنّك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها»«١» .
وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم «٢» : «كلكم راع ومسؤول عن رعيّته، فالأمير راع على الناس