للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقيل: القبص لعدد مّا كان قليلا أو كثيرا، قال ابن الأعرابي: وأنشدني العامريّ لابن ميّادة:

عطاؤكم قبض ويحفن غيركم ... وللحفن أغنى للفقير من القبص

وقال: القبص بأطراف الأصابع، والقبض بالكفّ، والحفن بالكفّ والرّاحة إلى فوق مفتوحة قليلا. هذا لفظه.

وقال: الإلّ الذي هو العهد هل يجمع؟

فقيل: حكى ابن الأعرابيّ في جمعه، فقال: إلال وألول.

وقال: آم الرجل ماذا؟

فقيل: هذا على وجوه، يقال: آم الرّجل يؤوم أواما من العطش، ويقال آم الرّجل يؤوم إياما، وهو الدّخان. وآم الرّجل يئيم إذا بقي بغير حليلة، والأيّم مستعمل في الرّجل والمرأة.

قال: هذا نمط مفيد، ويجب أن يجمع منه جزء أو جزآن ليسهل على الطّرف المجال فيه، فإن الكتب الطّوال مسئمة، وإذا تداخل اللّطيف بالكثيف وما رقّ بما غلظ نبت النّفس، ودبّ الملل والإنسان كسله من طينه، ونشاطه من نفسه، والطين أغلب من النّفس.

فكان الجواب: السّمع والطاعة للأمر المشرّف.

قال: هات حديثا يكون مقطعا للوداع، فإنّ اللّيل قد عبس وجهه، وجنح كاهله، وأهدى إلى العين سنة تسرق الذّهن وتسبي الرّأي.

فكان من الجواب أنّه مرّ بي اليوم حديث يضارع ما جرى منذ ليال في فساد الناس وحؤول الزّمان، وما دهم الخاصّ والعامّ في حديث الدّين الّذي هو العمود والدّعامة في عمارة الدّارين، وقد طال تعجّبني منه، وصحّ عندي أنّ الداء في هذا قديم، والوجع فيه أليم.

قال: فهات فتشبيبك قد رغّب شديدا، وغرامك قد بعث جديدا.

فكان من ذلك الحديث أنّ محمّد بن سلّام قال فيما حدّثنا به أبو السائب القاضي عتبة بن عبيد الله قال: حدّثنا السّكّريّ أبو سعيد قال: قال محمد بن سلّام:

سمعت يونس يقول: فكّرت في أمر فاسمعوه. قلنا: هاته. قال: كلّ من أصبح على وجه الأرض من أهل النار إلّا أمّتنا «١» هذه، والسلطان ومن يطيف به هلكى إلّا قليلا،

<<  <   >  >>