للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شطري الرّجل آخره. المرأة إذا كبرت عقمت رحمها، وحدّ لسانها، وساء خلقها، وإنّ الرّجل إذا كبرت سنّه استحكم رأيه، وكثر حلمه وقلّ جهله.

وقال أعشى همدان لامرأته: إنّك لسلسة الثّقبة، سريعة الوثبة، حديدة الرّكبة، فقالت: والله إنّك لسريع الإراقة، بطيء الإفاقة، قليل الطاقة، فطلّقها، وقال:

تقادم عهدك أمّ الجلال ... وطاشت نبالك عند النّضال

وقد بتّ حبلك فاستيقني ... بأنّي طرحتك ذات الشّمال

وأن لا رجوع فلا تكذبى ... ن ما حنّت النّيب إثر الفصال

قال الغلابيّ عن غيره: قال رجل لامرأته: أما إنّك ما علمت لسؤل منعة، جزوع هلعة، تمشين الدّفقيّ وتقعدين الهبنقعة «١» ، فقالت: أما والله إن كان زادي منك لهديّة «٢» ، وإن كانت حظوتي منك لحذيّة «٣» ، فإنّك لابن خبيثة يهودية.

وقال المدائنيّ قبض كسرى أرضا لرجل من الدّهاقين، وأقطعها البحرجان، فقدم صاحب الأرض متظلّما، فأقام بباب كسرى، فركب كسرى يوما، فقعد له الرّجل على طريقه يكلّمه، فلما حذاه شدّ عليه حتى صكّ بصدره ركبته، ووضع يده على فخذه، فوقف له كسرى وكلّمه، فقال له: أرض كانت لأجدادي ورثتها من آبائي قبضتها فأقطعتها البحرجان؟ ارددها عليّ، فقال له كسرى: مذ كم هذه الأرض في أيدي أجدادك وآبائك؟ فذكر دهرا طويلا، فقال له كسرى: والله لقد أكلتموها دهرا طويلا، فما عليك في أن تدعها في يد البحرجان عارية سنيّات يستمتع بها ثم يردّها عليك، فقال: أيّها الملك، قد علمت حسن بلاء بهرام جور في طاعتكم، أهل البيت، وما كفاكم من حدّ عدوّكم، ودفعه عنكم كيد التّرك وحسن بلاء آبائه قبل ذلك في طاعة آبائك، فما كان عليك لو أعرته ملكك سنيّات يستمتع به ثم يردّه إليك؟ فقال كسرى:

يا بحرجان، أنت رميتني بهذا السّهم، اردد عليه أرضه فردّها.

قال رجل من القحاطنة لرجل من أبناء الأعاجم: ما يقول الشّعر منكم إلا من كانت أمّه زنى بها رجل منّا فنزع إلينا. فقال له الثّنوي: وكذلك كلّ من لم يقل الشّعر منكم، فإنما زنى بأمّه رجل منّا فحملت به، فنزع إلينا، فمن ثمّ لم يقل الشعر.

وقال رجل من العرب لرجل من أبناء العجم: رأيت في النّوم كأنّي دخلت الجنّة فلم أر فيها ثنويّا. فقال له الثنويّ: أصعدت الغرف؟ قال: لا. قال: فمن ثمّ لم ترهم، هم في الغرف.

<<  <   >  >>