٢ - إحلال مفاهيم جديدة أو إحياء مفاهيم جاهلية ماتت منذ تمكن الإسلام من قلوب المسلمين كالقوميات الفرعونية، والفينيقية، والآشورية، والعربية، والكردية، والتركية، والفارسية، ونحو ذلك يتسنى لهم تشتيت شمل الأمة الإسلامية الواحدة التي تجمعها رابطة واحدة، هي وحدة الدين الذي يُهيمن على جميع مشاعر الإنسان الداخلية، وسلوكه الظاهر. وللاستشراق الذي يقوم به الشيوعون دافع مشابه، وهو دافع يطمع بالتسلط الكامل على بلاد المسلمين، ومن خلال معرفتنا لهذا الدافع نستطيع معرفة الهدف الغائي المرتبط به، فهدف هذا الدافع هو السيطرة على بلدان العالم الإسلامي، وعلى الشعوب الإسلامية؛ طبعًا باستغلال الأرض واستعباد الناس والسيطرة على كل شيء، لتحقيق أهواء النفوس وشهواتها، وأن يكون لهم العلو في الأرض.
أنتقل الآن للحديث عن الدافع الثالث من دوافع الاستشراق وهو الدافع الاقتصادي: فمن الدوافع التي حرضت كثيرًا من الغربيين على الدراسات الشرقية الاستشراقية رغبتهم بغزو البلاد الإسلامية غزوًا اقتصاديًّا، يهدفون فيه إلى الاستيلاء على الأسواق التجارية والمؤسسات المالية المختلفة، وكذلك الاستيلاء على الثروات الأرضية، واستغلال الموارد الطبيعية والحصول عليها بأبخس الأثمان، وإماتة الصناعات المحلية القديمة؛ لتكون بلاد المسلمين بلاد استهلاك لما تصدره المصانع الآلية الغربية، وضمن هذا الدافع وجهت المؤسسات الاقتصادية الغربية.
وضمن هذا الدافع وجهت المؤسسات الاقتصادية الغربية من يهتمون بالدراسات الاستشراقية، ليكونوا وسطاءهم ورسلهم، ومستشاريهم، والمترجمين لهم في مهماتهم، ومطالبهم الاقتصادية، أو أبدت استعدادها لاستخدام من يعمل لهم في هذا المجال، فاتجه فريق من الغربيين لهذه الدراسات؛ طمعًا بأن يجدوا أعمالًا