لهم لدى المؤسسات الاقتصادية، وظهر أيضًا فريق من الباحثين العلميين اهتم بالدراسات الاستشراقية؛ ليقوم بنشر كتب التراث الإسلامي، والاستفادة من نشرها في تحصيل الثروات التي يحصل عليها الناشرون عادة، وهكذا صارت الدراسات الاستشراقية وسيلة من وسائل كسب المال لكثير من المستشرقين.
ومن خلال معرفتنا لهذا الدافع نستطيع معرفة الهدف الغائي المرتبط به، فهدف هذا الدافع تحصيل الأموال والمطامع الاقتصادية.
الدافع الرابع من دوافع الاستشراق: وهو الدافع السياسي: فبعد تحرر البلاد الإسلامية من الاستعمار رأت الدوائر الاستعمارية أن حاجتها السياسية تقتضي أن يكون لها في قنصلياتها، وسفاراتها، ومندوبها في الأمم المتحدة، وسائر المؤسسات الدولية من لديهم زاد جيد من الدراسات الاستشراقية؛ ليقوم لهم هؤلاء بمهمات سياسية متعددة مرتبطة بالشعوب الإسلامية، وبلدان العالم الإسلامي. ومن هذه المهمات الاتصال بالسياسيين والتفاوض معهم لمعرفة آرائهم واتجاهاتهم، والاتصال برجال الفكر والصحافة للتعرف على أفكارهم وواقع بلادهم، وكذلك بثُّ الاتجاهات السياسية التي تريدها دولهم فيمن يريدون بثها فيهم، وإقناعهم بها، وكذلك الاتصال بعملائهم وأجرائهم الذين يخدمون أغراضهم السياسية داخل شعوب الأمة الإسلامية، وكم بث حاملو هذا الدافع في شعوب المسلمين من أفكار، وكم دسوا من دسائس، وكم استخدموا من أجراء لإثارة الفتن، وإقامة ثورات وانقلابات عسكرية، إلى غير ذلك من أعمال.
من خلال معرفتنا لهذا الدافع نستطيع أن نعرف الهدف الغائي المرتبط به، وهدف هذا الدافع هو تحقيق غايات سياسية تريد تحقيقها الدول الموجهة لهذا النوع من الدراسات؛ لتسيير دول العالم الإسلامي في أفلاكها.