للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمسى بأسماء هذا القلب معموداً ... إذا أقول صحا يعتاده عيدا

كان أحور من غزلان ذي بقر ... أهدى لعائشة العينين والجيدا

على أن بعضهم رواه " أهدى لها شبه العينين " وهو أجود لا محالة، ومثل هذا كثير في أشعار القدماء، ولست أرى مثله من عمل المحدثين صواباً، ولا علمته وقع لأحد منهم، إلا ما ناسب قول السيد المتقدم آنفاً، وقول أبي تمام الطائي:

وإن رحلت في ظعنهم وحدوجهم ... زيانب من أحبابنا وعواتك

ومن عيوب هذا الباب أن يكثر التغزل ويقل المديح، كما يحكى عن شاعر أتى نصر بن سيار بأرجوزة فيها مائة بيت نسيباً وعشرة أبيات مديحاً، فقال له نصر: والله ما أبقيت كلمة عذبة ولا معنى لطيفاً إلا وقد شغلته عن مديحي بنسيبك، فإن أردت مديحي فاقتصد في النسيب، فغدا عليه فأنشده:

هل تعرف الدار لأم عمرو؟ ... دع ذا وحبر مدحة في نصر

فقال نصر: لا هذا ولا ذاك، ولكن بين الأمرين.

فأما مذهبه الأول في طول النسيب وقصر المديح فإن نصيباً اتبعه فيه، ولكن ذاك منه إنما كان على اقتراح في القصيدة التي مدح بها بني جبريل، وأما المذهب الثاني فانتحله أبو الطيب في قوله:

واحر قلباه ممن قلبه شبم ... ومن بجسمي وحالي عنده سقم

ثم خرج إلى المدح في البيت الثاني.

ويعاب على الشاعر أن يفتخر أو يتعاطى فوق قدره، كما أخذ على عباس قوله:

فإن تقتلوني لا تفوتوا بمهجتي ... مصاليت قومي من حنيفة أو عجل

وعيب على الفرزدق وهو صميم بني تميم قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>