يسأل عن مشكلاته العلمية، وعمن تعسر عليه معرفة حاله جرحًا وتعديلًا، فيكون أبو زرعة قد عرف الرجل ورآه، وعايشه في رحلاته الطويلة، وخبر حاله خبرة تامة، فيجيبه بما استقر عليه رأيه فيه.
وفيه أيضأ (أسامي الضعفاء) ذكر منهم ٣٨٤ راويًا ضعيفًا في اجتهاده ورأيه. وهذان الكتابان مصدران أصيلان ومن أقدم ما وصلنا في الرواة الضعفاء وأشباههم.
والناظر في سؤالات البرذعي يجد فيها جدة من وجهين:
• يجد أسماء كثيرة لرواة لهم ذكر في كتب الجرح والتعديل، إلا أنه لم يُنقل فيها قول أبي زرعة فيهم، فنجد حكمه عليهم هنا، ويجد القاريء في التعليقات كثيرًا قول المحقق: لم أجد من نقل قول أبي زرعة فيه.
• كما يجد القارئ تراجم لرواة آخرين لم يذكروا في كتب الجرح والتعديل المتداولة، مثل: العلاء بن بشر الشامي الراوي عن مكحول الشامي، والحسين السدي. الراوي عن محمد بن حميد الرازي، ومعاوية بن أبي العباس جار سفيان الثوري، وغير هؤلاء ممن ينبه المحقق اليهم بقوله: لم أقف على ترجمته.
فهذه إضافات إلى كتب الجرح والتعديل لا يدرك أهميتها إلا من يكثر وقوفه عند البحث عن تراجم فلا يجدها فيها بين يديه من تلك الكتب.
وفي سؤالات البرذعي أيضًا ما يلفت النظر ويدعو الباحث إلى التثبت، من اختلاف النقل عن أبي زرعة، فمثلا تنقل الكتب المتداولة عن أبي زرعة قوله في عبد الرحمن بن حماد الشعيثي:«لا بأس به»، في حين أن البرذعي ينقل عنه قوله فيه:«شيخ ليس بذاك».
ونقل البرذعي عنه أنه قال في عبد الله بن نافع الصائغ «منكر الحديث» والمنقول عنه في الكتب قوله فيه: «لا بأس به».
فهذه مغايرات لها أهميتها لدى الباحث المحقق.
وبما أن الكتاب (سؤالات) فقد تضمن من أدب المتعلم مع العالم ما ينبغي الوقوف عنده والتخلق به.