للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [البقرة: ٢٥]. إنّما خَرَجَ الإقطاعُ عمَّن خَرَجَ عن الطَّاعةِ، فأمَّا مَن تابَ وآمَنَ؛ فالإقطاعُ مردودٌ عليهِ.

المؤمنونَ في دارِ الدُّنيا في سفرِ جهادٍ؛ يُجاهِدونَ فيهِ النُّفوسَ والهوى، فإذا انْقَضى سفرُ الجهادِ؛ عادوا إلى وطنِهِمُ الأوَّلِ الذي كانوا فيهِ في صلبِ أبيهِم. تكَفَّلَ اللهُ للمجاهدِ في سبيلِهِ أنْ يَرُدَّهُ إلى وطنِهِ بما نالَ مِن أجرٍ أو غنيمةٍ.

وَصَلَتْ إليكُم معشرَ الأُمَّةِ رسالةٌ مِن أبيكُم إبْراهيمَ معَ نبيِّكُم مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهما وسَلَّمَ، قالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "رَأيْتُ ليلةَ أُسْرِيَ بي إبْراهيمَ، فقالَ: يا مُحَمَّدُ! أقْرِئْ أُمَّتَكَ منِّيَ السّلامَ، وأخْبِرْهُم أن الجنّة عذبةُ الماءِ طيِّبةُ التُّربةِ، وأنَّها قيعانٌ، وأنَّ غراسَها: سُبْحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ" (١).

وخَرَّجَ النَّسائِيُّ والتِّرْمِذِيُّ: عن جابرٍ، عن النّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَن قالَ: سبحانَ اللهِ العظيمِ وبحمدِهِ؛ غُرِسَتْ لهُ نخلة في الجنّةِ" (٢).


= أرض أو مسكنًا أو نحوه.
(١) (حسن بشواهده). رواه: الترمذي (٤٩ - الدعوات، ٥٩ - باب، ٥/ ٥١٠/ ٣٤٦٢)، والطبراني في "الكبير" (١٠/ ١٧٣/ ١٠٣٦٣) و"الأوسط" (٤١٨٢) و"الصغير" (٥٤٠)، والخطيب في "التاريخ" (٢/ ٢٩٢)، وابن عساكر (٦/ ٢٥٠ و ٢٥١)؛ من طريق سيّار بن حاتم، عن عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن ابن مسعود … رفعه. وهذا سند ضعيف فيه علل: أولاها: أن في سيّار لينا ما. والثانية: أشار إليها الهيثمي (١٠/ ٩٤) بقوله:، فيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الكوفي وهو ضعيف". قلت: كثير المنكرات ولا يبلغ حدّ الترك. والثالثة: كلامهم في سماع عبد الرحمن من أبيه، والراجح أنّه سمع منه، فليست هذه بالقادحة.
لكن له شاهد عند: أحمد (٥/ ٤١٨)، والبخاري في "التاريخ" (٥/ ١٣٦)، وابن أبي الدنيا (٦/ ٢٥٠ - ابن عساكر)، والحارث (١٠٤٧ - زوائد الهيثمي)، وابن حبّان (٨٢١)، والمحاملي (٢٦٣)، والطبراني في "الكبير" (٤/ ١٣٢/ ٣٨٩٨) و "الدعاء" (١٦٥٧)، وأبي نعيم في "الحلية" (٢/ ١٩٧)، والبيهقي في "الشعب" (٦٥٧)، وابن عساكر في "التاريخ" (٦/ ٢٤٨ - ٢٥٠)؛ من حديث أبي أيّوب بسند فيه مجهول.
وله شاهد آخر من حديث أبي هريرة يأتي قريبًا.
فالحديث حسن بهذه الشواهد، ولعلّه لذلك حسّنه الترمذي والنووي والألباني.
(٢) (صحيح بشواهده). رواه: ابن أبي شيبة (٢٩٤٠٧)، والترمذي (٤٩ - الدعوات، ٦٠ - باب، ٥/ ٥١١/ ٣٤٦٤ و ٣٤٦٥)، والنسائي في "الكبرى" (١٠٦٦٣) و"اليوم والليلة" (٨٣٣)، وأبو يعلى (٢٢٣٣)،=

<<  <   >  >>