للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العظيمِ؛ بُنِيَ لهُ برجٌ في الجنَّةِ" (١). ورُوِيَ موقوفًا.

وعنِ الحَسَنِ؛ قالَ: الملائكةُ يَعْمَلونَ لبني آدَمَ في الجنانِ يَغْرِسونَ ويَبْنونَ، فربَّما أمْسَكوا، فيُقالُ لهُم: قد أمْسَكْتُمْ؟ فيَقولونَ: حتَّى تَأْتِيَنا النَّفقاتُ. قالَ الحَسَنُ: فابْعَثوهُم بأبي أنتُم وأُمِّي على العملِ (٢).

وقال بعضُ السَّلفِ: بَلَغَني أن دورَ الجنَّةِ تُبْنى بالذِّكرِ، فإذا أُمْسِكَ عن الذكرِ؛ أمْسَكوا عن البناءِ، فيُقالُ لهُم، فيقولونَ: حتَّى تَأْتِيَنا نفقةٌ.

أرضُ الجنَّةِ اليومَ قيعان، والأعمالُ الصَّالحةُ لها عمران، بها تُبْنى القصورُ وتُغْرَسُ أرضُ الجنان، فإذا تكامَلَ الغراسُ والبنيان، انْتَقَلَ إليهِ السُّكَّان.

رَأى بعضُ الصَّالحينَ في منامِهِ قائلًا تقولُ لهُ: قد أُمِرْنا بالفراغِ مِن بناءِ دارِكَ، واسمُها دارُ السُّرورِ، فأبْشِرْ، وقد أُمِرْنا بتنجيدِها وتزيينِها والفراغِ منها إلى سبعةِ أيَّامٍ. فلمَّا كانَ بعدَ سبعةِ أيَّامٍ؛ ماتَ، فرُئيَ في المنامِ، فقالَ: أدخِلْتُ دارَ السُّرورِ، وأنا في سرورٍ، فلا تَسْألْ عمَّا فيها، لمْ يُرَ مثلُ الكريمِ إذا حَلَّ بهِ مطيعٌ.

رَأى بعضُهُم كأنَّهُ أُدْخِلَ الجنَّةَ وعُرِضَ عليهِ منازلُهُ وأزواجُهُ، فلمَّا أرادَ أنْ يَخْرُجَ؛ تَعَلَّقَ بهِ أزواجُهُ وقالوا لهُ: باللهِ؛ حَسِّنْ عملَكَ، فكلَّما حَسَّنْتَ عملَكَ؛ ازْدَدْنا نحنُ حُسْنًا.

العاملونَ اليومَ يُسْلِفونَ رؤوسَ أموالِ الأعمالِ فيما تَشْتَهي الأنفسُ وتَلَذُّ الأعينُ إلى أجلِ يومِ المزيدِ في سوقِ الجنَّةِ، فإذا حَلَّ الأجلُ؛ دَخَلوا السُّوقَ فحَمَلوا منهُ ما شاؤوا بغيرِ نقدِ ثمنٍ على قدرِ ما سَلَفَ مِن تعجيلِ رأْس مالِ السَّلفِ، لكنْ بغيرِ مكيالٍ ولا ميزانٍ. فيا مَن عَزَمَ أنْ يُسْلِفَ اليومَ إلى ذَلكَ الموسمِ! عَجِّلْ بتقبيضِ رأْس المال؛ فإنَّ تأْخيرَ التَّقبيضِ يُفْسِدُ العقدَ.


(١) (ضعيف). رواه: البخاري في "التاريخ" (٣/ ٥٢٢)، وابن أبي الدنيا؛ من طريق سعيد بن سليمان، ثنا عقبة بن أبي الصهباء، سمعت سعيدًا شيخ له، سمعت أبا هريرة … رفعه.
وهذا سند ضعيف من أجل سعيد هذا الشيخ المجهول. ولا يبعد أنّ روايته عن أبي هريرة منقطعة، فقد أشار أبو حاتم إلى أنه يروي عن الأعمش عن أبي هريرة. وله علّة ثالثة وهي الوقف كما ذكر ابن رجب.
(٢) في خ: "فأتعبوهم بالعمل"، والأولى ما أثبتّه من م وط.

<<  <   >  >>