للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد رُوِيَ أن هذا الخاتَمَ رُفِعَ بعدَ موتِهِ مِن بين كتفيهِ (١)، ولكنَّ إسنادَ هذا الحديثِ ضعيفٌ.

• وقد رُوِيَ في صفةِ ولادتِهِ آياتٌ تُسْتَغْرَبُ:

فمِنها ما رُوِيَ عن آمِنَةَ بنتِ وَهْبٍ أنَّها قالَتْ: وَضَعْتُهُ فما وَقَعَ كما يَقَعُ الصِّبيانُ، وَقَعَ واضعًا يدَهُ على الأرضِ، رافعًا رأْسَهُ إلى السَّماءِ (٢).

ورُوِيَ أيضًا أنَّهُ قَبَضَ قبضةً مِن التُّرابِ بيدِهِ لمَّا وَقَعَ بالأرضِ. فقالَ بعضُ القافةِ: إنْ صَدَقَ الفأْلُ لَيَغْلِبَن أهلَ الأرضِ (٣).

ورُوِيَ أنَّهُ وُضِعَ تحتَ جَفْنَةٍ، فانْفَلَقَتْ عنهُ، ووَجَدوهُ يَنْظُرُ إلى السَّماءِ (٤).

واخْتَلَفَتِ الرِّواياتُ؛ هلْ وُلِدَ مختونًا؟ فرُوِيَ أنَّهُ وُلِدَ مختونًا مسرورًا (يَعْني: مقطوعَ السُّرَّةِ) (٥)، حتَّى قالَ الحاكِمُ: تواتَرَتِ الرِّواياتُ


(١) (موضوع). رواه ابن سعد (٢/ ٢٧١): أنا محمّد بن عمر، ثني القاسم بن إسحاق، عن أُمّه، عن أبيها القاسم بن محمّد بن أبي بكر أو عن أُمّ معاوية … فذكرت رفع الخاتم في قصّة. ومحمّد بن عمر متهم، والقاسم وأُمّه وأُمّ معاوية مجاهيل. والقصّة موضوعة.
(٢) (ضعيف). وقد جاء من أوجه:
* منها حديث حليمة الذي تقدّم آنفا بيان ضعفه.
* ومنها ما رواه: ابن سعد في "الطبقات" (١/ ١٠١ و ١٥٠ و ١٥١)، وأبو نعيم في "الدلائل" (٩٦)، وابن عساكر (٣/ ٧٩ و ٨٦)؛ من طريق الواقدي بأسانيد له خمسة مرسلة. وأسانيد الواقدي لا يفرح بكثرتها.
* ومنها: مرسل الزهري عند: عبد الرزّاق (٩٧١٨)، وأبي نجم في "الدلائل" (٩٦). ومرسل عكرمة عند ابن سعد (١/ ١٠٢). ومرسل حسّان بن عطيّة عند ابن سعد (١/ ١٠٣). ومرسل داوود بن أبي هند عند أبي نجم (٨). ومرسل إسحاق بن أبي فروة عند ابن سعد (١/ ٢١).
وحديث حليمة ضعيف، وأسانيد الواقدي لا تفيده قوّة، والمراسيل الأخيرة - وربّما كانت معاضيل - الغالب أنّها مستمدّة من حديث حليمة أو من مراسيل الواقدي ولذلك لا أراها تنتشله من ضعفه. والله أعلم.
(٣) (موضوع). رواه: ابن سعد (١/ ١٠١ و ١٥٠) بأسانيد له خمسة عن الواقدي، وأسانيد الواقديّ لا يفرح بها ولو تكاثرت.
(٤) (ضعيف). رواه ابن سعد (١/ ١٠٢) بسند قويّ عن عكرمة مرسلا. ورواه أبو نعيم في "الدلائل" (٨٠) بسند قويّ عن داوود بن أبي هند مرسلًا، ورواه: البيهقي في "الدلائل" (١/ ١١٣)، وابن عساكر (٣/ ٨)؛ بسند صالح عن أبي الحكم التنوخي مرسلا. وهذه في الحقيقة معاضيل لا يطمئنّ القلب لتقوية الخبر بها وإن اجتمعت.
(٥) (موضوع). وقد جاء من أوجه: =

<<  <   >  >>