للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بذلكَ (١)! ورُوِيَ أن جدَّهُ خَتَنَهُ (٢). وتَوَقَّفَ الإمامُ أحْمَدُ في ذلكَ. قالَ المَرُّوذِيُّ: سُئِلَ أبو عَبْدِ اللهِ: هلْ وُلِدَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مختونًا؟ قالَ: اللهُ أعلمُ، ثمَّ قالَ: لا أدْري. قالَ أبو بَكْرٍ عَبْدُ العَزيزِ بنُ جَعْفَرٍ مِن أصحابِنا: قد رُوِيَ أنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - وُلِدَ مختونًا مسرورًا، ولمْ يَجْتَرِئْ أبو عَبْدِ اللهِ على تصحيحِ هذا الحديثِ.

• وأمَّا شهرُ ولادتِهِ؛ فقدِ اخْتُلِفَ فيهِ:

فقيلَ: في شهرِ رمضانَ. رُوِيَ عن عَبْدِ اللهِ بن عَمْرٍو بإسنادٍ لا يَصِحُّ (٣).

وقيلَ: في رجبٍ. ولا يَصِحُّ.


=* فرواه: ابن جميع (ص ٣٣٦/ ت ٣١٤)، وابن عدي (٢/ ٥٧٧)، والذهبي في "الميزان" (١/ ٤١٢)؛ من طريق جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قال لنا صفوان بن هبيرة ومحمّد بن بكر البرسالي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عبّاس … فذكره. وجعفر هذا كذّاب يضع.
* ورواه: ابن سعد (١/ ١٠٣)، وأبو نعيم في "الدلائل" (٩٢)، والبيهقي في "الدلائل" (١/ ١١٤)، وابن عساكر (٣/ ٨٠)؛ من طريق يونس بن عطاء، عن الحكم بن أبان، ثنا عكرمة، عن ابن عبّاس، عن العبّاس … فذكره. ويونس بن عطاء الصدائي متّهم.
* ورواه: الطبراني في "الصغير" (٩٣٦) و"الأوسط" (٦١٤٤) من طريق سفيان بن محمّد الفزاري، وأبو نعيم في "الحلية" (٣/ ٢٤) و"الدلائل" (٩١) والضياء في "المختارة" (٥/ ٢٣٢/ ١٨٦٤) من طريق نوح بن محمّد الأيلي عن الحسن بن عرفة؛ كلاهما عن هشيم بن بشير، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "من كرامتي على ربّي أن ولدت مختونًا ولم ير أحد سوأتي". قال الهيثمي (٨/ ٢٢٧): "فيه سفيان بن محمّد الفزاري وهو متّهم به". قلت: ونوح الأيلي هو المتّهم بالطريق الأُخرى. وهشيم كثير التدليس والحسن يدلّ وقد عنعنا.
والحديث عدّه ابن عدي وابن العديم والذهبي وابن القيّم وابن كثير والعراقي والعسقلاني في الأباطيل، وحريّ به أن يكون كذلك.
(١) وردّه الذهبي بقوله: "ما أعلم صحّة ذلك فكيف متواترًا؟! ". انظر "المستدرك" (٢/ ٦٠٢).
(٢) (ضعيف). رواه ابن عبد البرّ في "التمهيد" (٢٣/ ١٤٠) و"الاستيعاب" (١/ ٣٨) من طريق محمّد بن أبي السريّ العسقلاني، عن الوليد بن مسلم، عن شعيب، عن عطاء الخراساني، عن عكرمة، عن ابن عبّاس: أنّ عبد المطّلب ختن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يوم سابعه. والعسقلاني كثير الوهم، والوليد يدلّ ويسوّي وقد عنعن، والخراساني كثير التدلي وقد عنعن، والخبر على ضعفه أصحّ من خبر ولادته - صلى الله عليه وسلم - مختونًا مسرورًا.
(٣) (ضعيف جدًّا). رواه ابن عساكر (٣/ ٦٦) من طريق المسيّب بن شريك، عن شعيب بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه … فذكره. وهذا سند ساقط: المسيّب متروك، وشعيب وأبوه وجدّه لا يعرفون، إلّا أن يكون تحريفًا صوابه شعيب بن محمّد؛ يعني: ابن عبد الله بن عمرو بن العاص، كما يدلّ عليه كلام ابن رجب يرحمه الله، وعندئذ فالمسيّب هو علّة هذا السند.

<<  <   >  >>