للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيلَ: في ربيعٍ الأوَّلِ. وهوَ المشهورُ بينَ الناسِ، حتَّى نَقَلَ ابنُ الجَوْزِيِّ وغيرُهُ عليهِ الاتِّفاقَ، ولكنهُ قولُ جمهورِ العلماءِ.

ثمَّ اخْتَلَفوا في أيِّ يومٍ كانَ مِن الشَّهرِ: فمنهُم مَن قالَ: هوَ غيرُ معيَّنٍ، وإنَّما وُلِدَ في يومِ الاثنينِ مِن ربيعٍ [الأوَّلِ] مِن غيرِ تعيينٍ لعددِ ذلكَ اليومِ مِن الشَّهرِ. والجمهورُ على أنَّهُ يومٌ معيَّنٌ منهُ. ثمَّ اخْتَلَفوا: فقيلَ: لليلتينِ خَلَتا منهُ، وقيلَ: لثمانٍ خَلَتْ منهُ، وقيلَ: لعشرٍ، وقيلَ: لاثنتي عشرةَ، وقيلَ: لسبعَ عشرةَ، وقيلَ: لثماني عشرةَ، وقيلَ: لثمانٍ بقينَ منهُ، وقيلَ: إنَّ هذينِ القولينِ غيرُ صحيحينِ عمَّن حُكِيا عنهُ بالكلِّيَّةِ. والمشهورُ الذي عليهِ الجمهورُ أنَّهُ وُلِدَ يومَ الاثنينِ ثاني عشرَ ربيع الأوَّلِ، وهوَ قولُ ابن إسْحاقَ وغيرِهِ.

• وأمَّا عامُ ولادتِهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ فالأكثرونَ على أنَّهُ عامُ الفيلِ (١). وممَّن قالَ ذلكَ: قَيْسُ


(١) (صحيح). وقد جاء عن جماعة من الصحابة والتابعين:
* فأمّا حديث قيس بن مخرمة؛ فرواه: ابن إسحاق في "السيرة" (ص ٢٥/ نص ٢٩)، وأحمد (٤/ ٢١٥)، والبخاري في "التاريخ" (٧/ ١٤٥)، والفسوي (١/ ٢٩٦)، والترمذي (٥٠ - المناقب، ٢ - ميلاده - صلى الله عليه وسلم -، ٥/ ٥٨٩/ ٣٦١٩)، وابن أبي عاصم في "الآحاد" (٤٧٨)، والطبري في "التاريخ" (١/ ٤٥٣)، وابن قانع في "المعجم" (٢/ ٣٤٩/ ٨٨٧)، والطبراني في "الكبير" (١٨/ ٣٤٢/ ٨٧٢ و ٨٧٣)، والحاكم (٢/ ٦٠٣)، وأبو نعيم في "الدلائل" (٨٥)، والبيهقي في "الدلائل" (١/ ٧٦)، وابن عساكر (٣/ ٧١ - ٧٣)؛ من طريق ابن إسحاق، ثني المطّلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة، عن أبيه، عن جدّه؛ قال: "ولد - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل". قال الترمذي: "حسن غريب لا نعرفه إلّا من حديث ابن إسحاق". وقال الحاكم: "على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي. قلت: المطّلب مجهول وما هو من رجال مسلم، والسند ليس حسنًا ولا على شرط مسلم.
* وأمّا حديث قباث بن أشيم؛ فرواه: ابن أبي عاصم في "الآحاد" (٩٢٧)، والبغوي في "الصحابة" (٢/ ٢٢١ - إصابة)، والطبراني (١٩/ ٣٧/ ٧٥)، والحاكم (٣/ ٦٢٥)، وأبو نعيم في "الدلائل" (٨٤)، والبيهقي في "الدلائل" (١/ ٧٧)؛ من طريق الزبير بن موسى، عن أبي الحويرث، سمع قباث بن أشيم يقول: ولد - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل. سكت عنه الحاكم والذهبي، وأبو الحويرث فيه ضعف وحديثه حسن في الشواهد.
وروى: الترمذي (الموضع السابق)، والطبري (١/ ٤٥٣)، والبيهقي في "الدلائل" (١/ ٧٧)؛ أنّ عثمان بن عفّان سأل قباث بن أشيم … فذكره. فقيل: صاحب هذا الكلام هو قيس بن مخرمة، ولذلك ألحقه الترمذي بحديثه. فإن صحّ هذا فهذه طريق أُخرى لحديث قباث.
* وأمَّا حديث ابن عبّاس؛ فرواه: ابن سعد (١/ ١٠١)، وابن معين في "التاريخ" (٣/ ٤١/ ١٦٨ و ٢٩٦٣)، والطبري في "التاريخ" (١/ ٤٥٣)، وابن حبّان في "الثقات" (١/ ١٤)، والطبراني (١٢/ ٣٧ / ١٢٤٣٢)، والحاكم (٢/ ٦٠٣)، والبيهقي في "الدلائل" (١/ ٧٥)، وابن عساكر (١/ ٧٠ - ٧١)، والضياء في =

<<  <   >  >>