للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باللهِ إنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قُبِضَ فيهِما (١).

ودَخَلَتْ عليهِ فاطِمَةُ عليها السَّلامُ في مرضِهِ، فسارَّها بشيء فبَكَتْ ثمَّ سارَّها فضَحِكَتْ، فسُئِلَتْ عن ذلكَ، فقالَتْ: لا أُفْشي سرَّ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. فلمَّا تُوُفِّيَ؛ سُئِلَتْ، فقالَتْ: أخْبَرَني أنَّهُ يَموتُ في مرضِهِ الذي ماتَ فيهِ فبَكَيْتُ، ثمَّ أخْبَرَني أنِّي أوَّلُ أهلِهِ لحوقًا بهِ وأنِّي سيِّدةُ نساءِ العالمينَ فضَحِكْتُ (٢).

• فلمَّا احْتُضِرَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ اشْتَدَّ بهِ الأمرُ.

فقالَتْ عائِشَةُ: ما أغْبِطُ أحدًا يُهَوَّنُ عليهِ الموتُ بعدَ الذي رَأيْتُ مِن شدَّةِ موتِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - (٣).

قالَت: وكانَ عندَهُ قدحٌ مِن ماءٍ، فيُدْخِلُ يدَهُ في القدحِ، ثم يَمْسَحُ وجهَهُ بالماءِ ويَقولُ: "اللهمَّ! أعِنِّي على سكراتِ الموتِ" (٤).


(١) رواه: البخاري (٥٧ - الخمس، ٥ - ما ذكر من درعه - صلى الله عليه وسلم -، ٦/ ٢١٢/ ٣١٠٨)، ومسلم (٣٧ - اللباس، ٦ - التواضع في اللباس، ٣/ ١٦٤٩/ ٢٠٨٠).
(٢) رواه: البخاري (٧٩ - الاستئذان، ٤٣ - من ناجى بين يدي الناس، ١١/ ٧٩/ ٦٢٨٥ و ٦٢٨٦)، ومسلم (٤٤ - الصحابة، ١٥ - فضائل فاطمة، ٤/ ١٩٠٤/ ٢٤٥٠).
(٣) (صحيح). رواه: الترمذي (٦ - الجنائز، ٨ - التشديد عند الموت، ٣/ ٣٠٩/ ٩٧٩)، والمزّي في "التهذيب" (٢٢/ ٥٣٨)؛ من طريقين، عن العلاء بن اللجلاج، عن ابن عمر، عن عائشة … به.
وإحدى الطريقين إلى العلاء قويّة، والعلاء ثقة، والسند صحيح بمجموع الطريقين، وأصل الحديث في الصحيحين بغير هذا اللفظ.
(٤) (ضعيف). رواه: ابن سعد (٢/ ٢٥٨)، وابن أبي شيبة (٢٩٣٢٤)، وأحمد (٦/ ٦٤ و ٧٠ و ٧٧ و ١٥١)، وابن ماجه (٦ - الجنائز، ٦٤ - مرضه - صلى الله عليه وسلم -، ١/ ٥١٩/ ١٦٢٣)، والترمذي (٦ - الجنائز، ٨ - التشديد عند الموت، ٣/ ٣٠٨/ ٩٧٨)، والنسائي في "الكبرى" (١٧٠١ و ١٠٩٣٢) و"اليوم والليلة" (١١٠١) و"الوفاة" (٢٥)، وأبو يعلى (٤٥١٠ و ٤٦٨٨)، والطبري في "التاريخ" (٢/ ٢٣١)، والطبراني (٨٣/ ٣٤/ ٢٣)، والحاكم (٢/ ٤٦٥، ٣/ ٥٦)، والبيهقي في "الدلائل" (٧/ ٢٠٧)، والخطيب في "التاريخ" (٧/ ٢٠٨)، والمزّي في "التهذيب" (٢٩/ ٦٧)؛ من طريق مسلسلة بثقات رجال الشيخين، عن موسى بن سرجس، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة … رفعته. قال الترمذي: "حسن غريب". وصحّحه الحاكم والذهبي. وابن سرجس لا يستحق أن يحسّن حديثه لأنّه مستور قصاراه أن يكون صالحًا في المتابعات، وقد تفرّد بهذا اللفظ مخالفًا لرواية جماعة من الثقات له على الوجه الآتي بعده، فبان أنه وهم منه أو رواية بالمعنى، فحقه التضعيف.
ورواه: ابن سعد (٢/ ٢٥٧ و ٢٥٨)، والبيهقي في "الدلائل" (٧/ ٢١٠)؛ من ثلاثة أوجه مرسلة، لكنّ فيها جميعًا الواقدي المتّهم، فلا تسمن ولا تغني من جوع.

<<  <   >  >>