للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالَتْ: وجَعَلَ تقولُ: "لا إلهَ إلَّا اللهُ؛ إنَّ للموتِ لسكراتٍ" (١).

وفي حديثٍ مرسلٍ أنَّهُ قالَ: "اللهمَّ! إنَّكَ تَأخُذُ الرُّوحَ مِن بين العصبِ والقصبِ والأناملِ، اللهمَّ! فأعِنِّي على الموتِ وهَوِّنْهُ عليَّ" (٢).

ولمَّا ثَقُلَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -؛ جَعَلَ يَتَغَشَّاة الكربُ، [فـ]ـقالَتْ فاطِمَةُ عليها السَّلامُ: واكربَ أبتاهُ! فقالَ لها: "لا كربَ على أبيكِ بعدَ اليومِ" (٣).

وفي حديثٍ خَرَّجَهُ ابنُ ماجَهْ أنه - صلى الله عليه وسلم - قالَ لفاطِمَةَ: " [إنَّهُ] قد حَضَرَ مِن أبيكِ ما ليسَ اللهُ بتاركٍ منهُ أحدًا؟ الموافاةُ يومَ القيامةِ" (٤).

• ولمْ يُقبَضْ - صلى الله عليه وسلم - حتَّى خُيِّرَ مرَّةً أُخرى بينَ الدّنيا والآخرةِ.

قالَتْ عائِشَةُ: كانَ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يَقولُ: "إنَّه لمْ يُقْبَضْ نبيٌّ حتَّى يَرى مقعدَهُ مِن الجنَّةِ، ثمَّ يُخَيَّرُ". فلمَّا نَزَلَ بهِ ورأْسُهُ على فخذي؛ غُشِيَ عليهِ ساعةً، ثم أفاقَ فأشْخَصَ بصرَهُ إلى سقفِ البيتِ، ثمَّ قالَ: "اللهمَّ! الرَّفيقَ الأعلى". فقُلْتُ: الآنَ لا يَخْتارُنا، [و] عَلِمْتُ


= فالحديث ضعيف في أصله وشواهده دونه بكثير فلا تقوم به، وقد ضعّفه الألباني.
(١) رواه البخاري (٨١ - الرقاق، ٤٢ - سكرات الموت، ١١/ ٣٦١/ ٦٥١٠)، وأصله عند مسلم (٤٤ - الصحابة، ١٣ - فضل عائشة، ٤/ ١٨٩٣/ ٢٤٤٣ و ٢٤٤٤) دون هذا اللفظ.
(٢) (ضعيف جدًّا). قال العراقي في "تخريج الإحياء" (٤/ ٤٦٢): "أخرجه ابن أبي الدنيا في "كتاب الموت" من حديث طعمة بن غيلان الجعفي، وهو معضل سقط منه الصحابي والتابعي". قلت: أو أكثر، والإعضال علّة شديدة قادحة.
(٣) رواه البخاري (٦٤ - المغازي، ٨٣ - مرضه - صلى الله عليه وسلم -، ٨/ ١٤٩/ ٤٤٦٢) من حديث أنس.
(٤) (صحيح). رواه المبارك بن فضالة واختلف عليه فيه على وجهين: روى أوّلهما: أحمد (٣/ ١٤١)، والبيهقي في "الدلائل" (٧/ ٢١٢)؛ من طرق، عن المبارك، ثني ثابت، عن أنس … رفعه.
وروى الثاني: البيهقي في "الدلائل" (٧/ ٢١٢) من طريق أحمد بن عبد الجبّار، عن يونس بن بكير، عنه، عن الحسن … مرسلًا. ومن البيّن أنّ الوجه الأوّل هو الراجح هنا لاتّفاق الثقات عليه بخلاف الثاني الذي تفرّد به أحمد بن عبد الجبّار الضعيف. ثمّ هذا الوجه الأوّل لا بأس به لتصريح المبارك فيه بالتحديث.
ورواه: ابن ماجه (٦ - الجنائز، ٦٥ - وفاته - صلى الله عليه وسلم -، ١/ ٥٢١/ ١٦٢٩)، والترمذي في "الشمائل" (٣٨٠١)، وأبو يعلى (٣٤٤١)، والمزّي في "التهذيب" (١٤/ ٥١٦)؛ من طريق عبد الله بن الزبير الباهلي، ثني ثابت، عن أنس … رفعه. قال البوصيري: "في إسناده عبد الله بن الزبير الباهلي … ذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال الدارقطني: صالح، وباقي رجاله على شرط الشيخين". قلت: الباهلي لا بأس بحديثه صدوق والسند حسن. والحديث صحيح بطريقيه، وقد صحّحه الألباني.

<<  <   >  >>