فالوجهان الأوّلان هنا قويّان، ولا يبعد أن يكون مجاهد سمعه من أكثر من صحابيّ فإنّه واسع الرواية جدّا. فمن لم يرتح لهذا؛ فليعلم أنّ التردّد بين وجهين صحيحين لا يضرّ. فالحديث قويّ على جميع الأحوال، ولا سيما أنّ للحديث شواهد عدّة. وقد قوّاه الهيثمي. (١) في خ: "فإنّي أصلّي وأنام"، والأولى ما أثبتّه من م ون وط متابعة للفظ أحمد. (٢) (صحيح). رواه بهذا اللفظ: أحمد (٦/ ٢٦٨)، وأبو داوود (٢ - الصلاة، ٣١٧ - ما يؤمر من القصد، ١/ ٤٣٥/ ١٣٦٩)، والبزّار (١٤٥٧ - كشف)؛ من طريق قويّة، عن ابن إسحاق، ثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة … رفعته، وهذا سند قويّ، وقد صرّح ابن إسحاق بالتحديث فانتفت شبهة التدليس، ولذلك قال الألباني: صحيح. ولحديث عائشة طرق أخرى صحيحة بنحو هذا اللفظ ومعناه عند: عبد الرزّاق (١٠٣٧٥)، وأحمد (٦/ ١٠٦ و ٢٢٦)، والبزّار (١٤٥٨ - كشف). وروى الحادثة مختصرة: البخاري (٥٠٧٣ و ٥٠٧٤)، ومسلم (١٤٠٢)؛ من حديث سعد. ولها شواهد مطوّلة ومختصرة بنحوه عند: ابن سعد (٣/ ٣٩٥)، وأبي يعلى (٧٢٤٢)، وابن حبّان (٣١٦)؛ من حديث أبي موسى الأشعري بسند صالح. وعند الطبراني (٨/ ١٧٠/ ٧٧١٥) من حديث أبي أُمامة بسند ضعيف. وعند ابن سعد (٣/ ٣٩٤ و ٣٩٥) من مراسيل الزهريّ وأبي قلابة الجرميّ وغيرهما.