للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخرَّجَ الإمامُ أحْمَدُ مِن حديثِ: عَبْدِ اللهِ بن عَمْرٍو، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "إنَّ الله لَيَطَّلعُ إلى خلقِهِ ليلةَ النِّصفِ مِن شعبانَ، فيَغْفِرُ لعبادِهِ؛ إلَّا اثنينِ؛ مشاحنٌ أو قاتلُ نفسٍ" (١).

وخَرَّجَهُ ابنُ حِبَّانَ في "صحيحه" مِن حديثِ معاذٍ مرفوعًا (٢).


= المحفوظ أو المعروف في هذا المتن واللفظ الثاني بين الشذوذ والنكارة. والله أعلم.
(١) (صحيح بشواهده إلَّا ذكر قاتل النفس فمنكر). رواه أحمد (٢/ ١٧٦) من طريق ابن لهيعة، وابن حيّويه في "حديثه" (١١٤٤ - صحيحة) من طريق رشدين بن سعد؛ كلاهما عن حييّ بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن ابن عمرو … رفعه.
قال المنذري: "إسناد ليّن". وقال الهيثمي (٨/ ٦٨): "فيه ابن لهيعة وهو ليّن الحديث، وبقيّة رجاله وثّقوا". قلت: ابن لهيعة توبع كما ترى، لكن تبقى العلّة في حييّ؛ فإنّ فيه لينًا لا يطمئنّ القلب معه لتحسين حديثه، ولا سيّما أنّه تفرّد بذكر "قاتل النفس" في سياق ليلة النصف من شعبان ولم يتابعه عليه أحد فيما أعلم، فهذه اللفظة من مناكيره التي حذّر منها أحمد والبخاري وغيرهما.
نعم؛ لبقيّة السياق شواهد يصحّ بها تقدّم أكثرها وسيأتي بعضها قريبًا.
(٢) (صحيح بشواهده). رواه مكحول الشاميّ واختلف عليه فيه على أوجه: روى أوّلها: الفاكهي في "مكّة" (١٨٣٩) من طريق عمّار بن عمرو بن هاشم الجنبي، عن أبيه، عن حجّاج بن أرطاة، عن مكحول، عن كثير بن مرّة، عن عائشة … رفعته. وعمّار وأبوه ضعيفان، وحجّاج كثير الخطأ والتدليس وقد عنعن. وروى الثاني: ابن أبي عاصم في "السنّة" (٥١١)، وابن أبي شيبة في "العرش" (٨٧)، وابن قانع (١/ ١٦٠/ ١٧٣)، وابن حبّان (٥٦٦٥)، والدارقطني في "النزول" (٧٨ - ٨١)، والطبراني (٢٢/ ٢٢٣/ ٥٩٠ و ٥٩٣)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (٧٦٠)، والبيهقي في "الشعب" (٣٨٣٢ و ٦٦٢٨)، وابن الجوزي في "الواهيات" (٩٢٠)؛ من طريق الأحوص بن حكيم، (قال مرّة: عن مهاصر بن حبيب، ومرّة: عن حبيب بن صهيب)، [عن مكحول]، عن أبي ثعلبة الخشني … رفعه. قال الهيثمي (٨/ ٦٨): "فيه الأحوص بن حكيم وهو ضعيف". قلت: وحبيب ما وقفت له على ترجمة. وروى الثالث: الطبراني في "الكبير" (٢٠/ ١٠٨/ ٢١٥) و"الأوسط" (٦٧٧٢)، و"الشاميّين" (٢٠٣)، والدارقطني في "النزول" (٧٧) و"العلل" (٩٧٠)، وأبو نعيم في "الحلية" (٥/ ١٩١)، والبيهقي في "الشعب" (٣٨٣٣)، وابن عساكر؛ من طريقين إحداهما قويّة، عن مكحول، عن مالك بن يخامر، عن معاذ … رفعه. قال الدارقطني: "غير محفوظ". قلت: يريد أنّ المحفوظ هو الإرسال لا الوصل على طريقة المتقدّمين في الترجيح، وأمّا على طريقة ابن الصلاح وغيره فالوصل زيادة ثقة، لكنّ العلّة القادحة هنا هي أنّ رواية مكحول عن مالك بن يخامر مرسلة. ولذلك اكتفى الهيثمي (٦٨/ ٨) بقوله: "رجاله ثقات". وروى الرابع: اللالكائي في "أصول الاعتقاد" (٧٧٢)، والبيهقي في "الشعب" (٣٨٣٠)؛ من طريقين قويتين، عن مكحول … به موقوفًا. وله حكم الإرسال. وروى الخامس: عبد الرزّاق (٧٩٢٣ و ٧٩٢٤)، وابن أبي شيبة (٢٩٨٥٠)، والدارقطني في "النزول" (٨٢)، والبيهقي في "الشعب" (٣٨٣١)؛ من أوجه يقوّي بعضها بعضًا، عن مكحول، عن كثير بن مرّة … به موقوفًا ومرسلًا. وله حكم الإرسال في كلّ حال. وتابع خالد بن معدان مكحولًا فرواه عن كثير مرسلًا عند الحارث (٣٣٨ - هيثمي) بسند جيّد.

<<  <   >  >>