للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويُرْوى مِن حديثِ عُثْمانَ بن أبي العاصِ مرفوعًا: "إذا كانَ ليلةُ النِّصفِ مِن شعبانَ؛ نادى منادٍ: هل مِن مستغفرٍ فأغْفِرَ له؛ هل مِن سائلٍ فأُعْطِيَهُ؟ فلا يَسْألُ أحدٌ شيئًا إلَّا أُعْطيَهُ؛ إلَّا زانيةً بفرجِها أو مشركًا" (١).

وفي البابِ أحاديثُ أُخرُ فيها ضعفٌ (٢).

ويُرْوى عن نَوْفٍ البِكالِيِّ؛ أن عَلِيًّا عليهِ السَّلامُ خَرَجَ ليلةَ النِّصفِ مِن شعبانَ، فأكثَرَ الخروجَ فيها يَنْظُرُ إلى السَّماءِ، فقالَ: إنَّ داوودَ عليهِ السَّلامُ خَرَجَ ذاتَ ليلةٍ في مثلِ هذهِ السَّاعةِ، فنَظَرَ إلى السَّماءِ، فقالَ: إنَّ هذهِ السَّاعةَ ما دَعا الله أحدٌ إلَّا أجابَهُ، ولا اسْتَغْفَرَ [هُ] أحدٌ في هذهِ الليلةِ إلَّا غَفَرَ لهُ، ما لم يَكُنْ عشَّارًا أو ساحرًا أو شاعرًا أو كاهنًا أو عريفًا أو شرطيًّا أو جابيًا أو صاحبَ كوبةٍ أو عُرْطُبَةٍ (قالَ نَوْفٌ: الكوبَةُ الطَّبلُ، والعُرْطُبَةُ الطُّنبورُ). اللهمَّ! ربَّ داوودَ! اغْفِرْ لمَن دَعاكَ في هذهِ الليلةِ ولمَنِ اسْتَغْفَرَكَ فيها (٣).


= فالوجهان الأوّلان منكران جمعا الضعف إلى المخالفة. والثلاثة التالية يمكن الجمع بينها بأنّ مكحولًا كان يختصر فيقفه تارة ويرسله أو يرويه عن كثير مرسلًا أو معاذ موصولًا تارات أُخرى. ولا يبعد أن يكون مكحول تلقّاه عن كثير عن معاذ فدلّسه عن معاذ، لكن يبقى هذا في باب الظنّ، وأمّا الواقع الملموس فيفيد أنّ اجتماع الأوجه الثلاثة الأخيرة لا يزحزح حديث مكحول عن الضعف بإرسال أو انقطاع.
لكن الشواهد المتقدّمة والتالية تشدّ هذا المرسل أو المنقطع وتصحّحه.
(١) (ضعيف بهذا السياق). رواه: الخرائطي في "المساوئ" (٤٩٠)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٣٨٣٦) و"الفضائل" (٣٤)؛ من طريق مرحوم بن عبد العزيز، عن داوود بن عبد الرحمن، عن هشام بن حسّان، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص … رفعه.
وهذا ضعيف من وجوه: أوّلها: أنّهم تكلّموا في رواية هشام عن الحسن خاصّة وأنّها مرسلة. والثاني: أنّ الحسن عنعن على تدليسه وترجيحهم عدم سماعه من عثمان. والثالث: أنّ الحديث روي عن عثمان بن أبي العاص عند: أحمد (٤/ ٢٢ و ٢١٨)، وابن خزيمة في "التوحيد" (ص ١٣٥)، وابن قانع (٢/ ٣٨٨/ ٩٤١)، والطبراني في "الكبير" (٩/ ٥٤/ ٨٣٧١ و ٨٣٧٣ و ٨٣٧٤ و ٨٣٧٥) و"الأوسط" (٢٧٩٠)، وابن عدي، وغيرهم؛ من أوجه بعضها صحيح لذاته بلفظ: "تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد … إلّا زانية تسعى بفرجها أو عشّارًا"، وليس في شيء منها ذكر ليلة النصف من شعبان ولا المشرك، فالظاهر أنّه دخل حديث في حديث على هشام أو الذي دلّسه عنه. والرابع: أنّه مخالف لجمهرة الأحاديث المتقدّمة الواردة في ليلة شعبان، فليس في شيء منها ذكر الزانية.
(٢) وقد تقدّم ذكر أكثرها في شواهد الأحاديث المتقدّمة.
(٣) رواه أبو نعيم في "الحلية" (١/ ٧٩، ٦/ ٥٣) بسند مسلسل بالمجاهيل ومن ظاهره أنّه من قصص=

<<  <   >  >>