للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيهِ الشَّياطينُ، فيهِ ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقدْ حُرِمَ" (١).

قالَ بعضُ العلماءِ: هذا الحديثُ أصلٌ في تهنئةِ النَّاسِ بعضِهِم بعضًا بشهرِ رمضانَ.

كيفَ لا يُبَشَّرُ المؤمنُ بفتح أبوابِ الجنان؟! كيفَ لا يُبَشَّرُ المذنبُ بغلقِ أبوابِ النِّيران؟! كيفَ لا يُبَشَّرُ الغافلُ (٢) بوقتٍ يُغَلُّ فيهِ الشَّيطان؟! مِن أينَ يُشْبِهُ هذا الزَّمانَ زمان.

وفي حديثٍ آخرَ: "أتاكُم رمضانُ سيِّدُ الشُهورِ؛ فمرحبًا بهِ وأهلًا" (٣).

جاءَ شَهْرُ الصِّيامِ بِالبَرَكاتِ … فَأكْرِمْ بِهِ مِنْ زائِرٍ هُوَ آتِ

[و] رُوِيَ أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَدْعو ببلوغِ رمضانَ، فكانَ إذا دَخَلَ شهرُ رجبٍ تقولُ: "اللهمَّ! بارِكْ لنا في رجبٍ وشعبانَ وبَلِّغْنا رمضانَ" (٤). خَرَّجَهُ الطَّبَرانِيُّ وغيرُهُ مِن حديثِ أنسٍ.

وقالَ مُعَلَّى بنُ الفَضْلِ: كانوا يَدْعونَ الله ستَّةَ أشهرٍ أنْ يُبَلِّغَهُمْ رمضانَ، ثمَّ


(١) (حسن بشواهده). رواه: عبد الرزّاق (٧٣٨٣)، وابن أبي شيبة (٨٨٦٧)، وإسحاق في "المسند" (١/ ٧٣/ ١ و ٢)، وأحمد (٢/ ٢٣٠ و ٣٨٥ و ٤٢٥)، وعبد بن حميد (١٤٢٩)، والنسائي في "الكبرى" (٢٤١٦) و"المجتبى" (٢٢ - الصيام، ٥ - ذكر الاختلاف على معمر، ٤/ ١٢٩/ ٢١٠٥)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٣٦٠٠)، وابن عبد البرّ في "التمهيد" (١٦/ ١٥٤)، والرافعي في "التدوين" (٢/ ٢٥٢)؛ من طريق أيّوب، عن أبي قلابة، عن أبي هريرة … رفعه. وهذا سند رجاله ثقات، لكن قال المنذري: "أبو قلابة عن أبي هريرة ولم يسمع منه فيما أعلم". وقال الذهبي: "أبو قلابة ثقة في نفسه؛ إلّا أنّه يدلّس عمّن لحقهم وعمّن لم يلحقهم، وكانت له صحف يحدّث منها ويدلّس". قلت: فعلى هذا؛ فلا يؤمن أن يكون في السند انقطاع.
ولقوله - صلى الله عليه وسلم - "تفتح فيه … الشياطين" طريق أُخرى عند: البخاري (١٨٩٨) ومسلم (١٠٧٩).
وله بطوله شاهد ضعيف عن أنس عند: ابن ماجه (١٦٤٤)، والطبراني في "الأوسط" (٧٦٢٣).
وللقطعة الأولى والأخيرة منه شاهد ضعيف عن عبادة بن الصامت عند الطبراني (٣/ ١٤٥ - مجمع).
فهذه الشواهد تنهض لشدّ الانقطاع المحتمل فيه إن شاء الله، وقد مال إلى تحسينه الألباني.
(٢) في خ: "العابد"، وفي ن و ط: "العاقل"، والأولى ما أثبتّه من م.
(٣) (لم أقف عليه بهذا التمام). لكن الغالب في مثل هذا التضعيف وربّما كان دون ذلك.
(٤) (ضعيف جدًّا). تقدّم تفصيل القول فيه (ص ٢٩١).

<<  <   >  >>