للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يَدْعونَهُ ستَّةَ أشهرٍ أنْ يُتَقَبَّلَ منهُم.

وقالَ يَحْيى بنُ أبي كَثيرٍ: كانَ مِن دعائِهِمُ: اللهمَّ! سَلِّمْني إلى رمضانَ، وسَلِّمْ لي رمضانَ، وتَسَلَّمْهُ منِّي متقبَّلًا.

بلوغُ شهرِ رمضانَ وصيامُهُ نعمةٌ عظيمةٌ على مَن أقْدَرَهُ اللهُ عليهِ، ويَدُلُّ عليهِ حديثُ الثَّلاثةِ الذينَ اسْتُشْهِدَ اثنانِ منهُم ثمَّ ماتَ الثَّالثُ على فراشِهِ بعدَهُما، فرُئِيَ في المنامِ سابقًا لهُما، فقالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أليسَ صَلَّى بعدَهُما كذا وكذا صلاةً وَأدْرَكَ رمضانَ فصامَهُ؟ فوالذي نفسي بيدِهِ؛ إنَّ بينَهُما لأبعدَ ممَّا بينَ السَّماءِ والأرضِ" (١).


(١) (صحيح، والمحفوظ أنّهما رجلان لا ثلاثة). وقد جاء بلفظه وبمعناه عن جماعة من الصحابة:
* فرواه: مسدّد في "مسنده" (٣/ ٢١٨ - مصباح الزجاجة)، وأحمد (١/ ١٦٣)، وعبد بن حميد (١٠٤)، والبزّار (٩٥٤ - بحر)، والنسائي في "اليوم والليلة" (٨٤٤ و ٨٤٥) مختصرًا، وأبو يعلى (٦٣٤)، والشاشي (٢٦)، وابن عبد البرّ في "التمهيد" (٢٤/ ٢٢٤)؛ من طريق قويّة، عن طلحة بن يحيى بن طلحة، عن إبراهيم بن محمّد بن طلحة، عن عبد الله بن شدّاد، [عن طلحة بن عبيد الله] … فذكره بنحوه. قال الهيثمي (١٠/ ٢٠٧): "رواه أحمد فوصل بعضه وأرسل أوّله، ورواه أبو يعلى والبزّار فقالا عن عبد الله بن شدّاد عن طلحة فوصلاه بنحوه، ورجالهم رجال الصحيح". قلت: الوصل زيادة ثقة، ووصل أحمد للحديث في سياقه يقوّي هذه الزيادة ويؤكّد أنّها محفوظة. لكن المشكل أنّ طلحة هذا يخطئ، فالسند مقارب.
ورواه: سعيد بن منصور، وعنه ابن عبد البرّ (٢٤/ ٢٢٣)؛ من طريق صالح بن موسى بن إسحاق بن طلحة، عن أبيه، عن إبراهيم بن محمّد بن طلحة، عن جدّه طلحة … فذكره بنحوه. قال ابن عبد البرّ: "لم يسمعه إبراهيم من جدّه"، قلت: صالح متروك، والسند ساقط.
ورواه: أحمد (١/ ١٦٢ و ١٦٣)، وابن أبي عمر في "المسند" (٣/ ٢١٨ - مصباح الزجاجة)، وابن ماجه (٣٥ - التعبير، ١٠ - تعبير الرؤيا، ٢/ ١٢٩٣/ ٣٩٢٥)، والشاشي في "المسند" (٢٨)، وابن حبّان (٢٩٨٢)، والبيهقي (٣/ ٣٧١)، وابن عبد البرّ في "التمهيد" ٢٤/ ٢٢١ - ٢٢٣)؛ من طريق محمّد بن إبراهيم التيمي. (ح) ورواه: أحمد (٢/ ٣٣٣)، وأبو يعلى (٦٤٨)، والشاشي (٢٧)، والبيهقي في "الزهد" (٦٢٥)، والضياء في "المختارة" (٣/ ٢٦/ ٨٢٦)؛ من طريق محمّد بن عمرو بن علقمة. كلاهما عن أبي سلمة، عن طلحة … رفعه بنحوه، لكن جعلهما رجلين لا ثلاثة. وهذا سند يمكن أن يعلّ من أحد وجهين: أوّلهما: أنّهم اختلفوا على محمّد بن إبراهيم: فرواه بعضهم عنه مرسلًا، وبعضهم عنه عن أبي سلمة مرسلًا، وبعضهم عنه عن أبي سلمة عن طلحة. ولا يضرّ؛ لأنّ الطريق الموصولة صحيحة أوّلًا، ولأنّه توبع ثانيًا. والوجه الآخر: قول ابن المديني وابن معين وغيرهما: "أبو سلمة لم يسمع من طلحة شيئًا". وبه أعلّه ابن أبي خيثمة والشاشي وابن عبد البرّ والبوصيري. وهذه أيضًا غير قادحة، قال ابن عبد البرّ: "هو عند أبي سلمة عن أبي هريرة عن طلحة". قلت: يشير إلى ما رواه: ابن أبي شيبة، وأحمد (٢/ ٣٣٣)، والبزّار (٩٢٩)، وابن عبد البرّ (٢٤/ ٢٢٥)؛ من طريق قوية، عن محمّد بن عمرو، عن أبي =

<<  <   >  >>