(٢) في خ: "في الجنان أحسن رأي"، وفي م: "في الجنان رأي ولكن"، وفي ن: "في الجنان غرام"، وفي حاشية ن: "لعلّه وطر". وأثبتّ ما في ط لأنه أولاها بالصواب. هذا؛ ولا يخلو هذا المذهب من نظر شرعًا وعقلًا: فأمّا شرعًا؛ فلأنّه محدث مخالف لمعاني الكتاب والسنّة ومذاهب الصحابة وتابعيهم بإحسان. وأمّا عقلًا؛ فلأنّ العبد الحقيقيّ لا يشترط على مولاه ولا يردّ هداياه، والمحب الحقيقيّ يفرح أشدّ الفرح بكلّ ما وصله من محبوبه ولو كان كلمة في هاتف أو زهرة أو لقمة؛ فكيف إذا كان جنّة عرضها السماوات والأرض؟! والمذنب المعرف جلّ مطلوبه المسامحة والمغفرة؛ فأين هو من المشارطة؟! أوليس من الجحود أن يقول عبد حقير منغمس في الظلم والآثام لمولاه الكريم الرحيم الحليم: لا حاجة لي بعطاياك هذه كلّها؟! كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلَّا كذبا! نعم؛ لا ريب أن رؤية المولى سبحانه هي أعلى درجات نعيم الجنّة، نسأل الله ألّا يحرمنا إيّاها.