قال ابن خزيمة: "إن صحّ الخبر؛ فإنّي لا أعرف أبا سويّة بعدالة ولا جرح". قلت: روى عنه جماعة، وقال ابن حبّان: "ثقة"، وقال ابن يونس وابن ماكولا وأبو عمير الكندي: "كان فاضلا"، وصحّح له الحاكم، ولم يجرّحه أحد، فمثله يحسّن له بل يصحّح. وابن حجيرة ثقة. فالسند صحيح. وقد قوّاه الألباني. وللقطعة الأولى شواهد عن فضالة بن عبيد وتميم الداري وعبادة بن الصامت وابن عمر وأبي هريرة وأبي سعيد وغيرهم، وللثانية شواهد عن تميم وأنس وابن مسعود وأبي هريرة وأبي سعيد وغيرهم، وللثالثة شواهد عن تميم وفضالة وعبادة وغيرهم. لكن لا حاجة لنا للتطويل فيها بعد أن صحّ الأصل المذكور، وإنّما ذكرتها ليطمئن من يتردّد في تصحيح حديث أبي سويّة. (٢) (حسن صحيح). رواه: أحمد (٤/ ١٠٣)، والدارمي (٢/ ٤٦٤)، وابن أبي عاصم في "الآحاد" (٢٥٤٧)، والنسائي في "السنن الكبرى" (١٠٥٥٣) و"اليوم والليلة" (٧٢٢)، والطبراني في "الكبير" (٢/ ٥٠ / ١٢٥٢) و"الأوسط" (٣١٦٧) و"الشاميّين" (١٢٠٨)، وابن السنّي (٦٧٣)؛ من طريق زيد بن واقد، عن سليمان بن موسى، عن كثير بن مرّة، عن تميم الداريّ … رفعه. وهذا سند يمكن أن يعلّ من أحد وجهين: أوَّلهما: أنّ في حديث سليمان بعض لين، قال الهيثمي (٢/ ٢٧٠): "فيه سليمان بن موسى الشامي، وثقه ابن معين وأبو حاتم وقال البخاري عنده مناكير، وهذا لا يقدح". والآخر: قول أبي مسهر في سليمان: "لم يدرك كثير بن مرّة". ولا يخلو هذا من نظر؛ فإنّ كثيرًا مات ولسليمان ثلاثون عامًّا وكلاهما شاميّ، ولذلك لم يعوّل الذهبيّ على هذا وقال: "لعلّه أدركه"، ولذلك أيضا قال ابن أبي عاصم: "هذا إسناد وثيق". وله شاهد عند سعيد بن منصور (٤٦) من طريق قويّة عن الحسن، بلغني أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال … فذكره.