للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخْرَجَهُ ابنُ أبي عاصِمٍ، وإسنادُهُ مقاربٌ.

وحديثُ أنَسٍ خَرَّجَهُ الطبَرانِيُّ، ولفظُهُ: كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إذا دَخَلَ العشرُ الأواخرُ مِن رمضانَ؛ طَوى فراشَهُ واعْتَزَلَ النِّساءَ وجَعَلَ عشاءَهُ سحورًا (١). وفي إسنادِهِ حَفْصُ بنُ واقِدٍ؛ قالَ ابنُ عَدِيٍّ: هذا الحديثُ مِن أنكرِ ما رَأيْتُ لهُ.

ورُوِيَ أيضًا نحوُهُ مِن حديثِ جابِرٍ (٢)، خَرَّجَهُ أبو بكْرٍ الخَطيبُ، وفي إسنادِهِ مَن لا يُعْرَفُ حالُهُ.

وفي الصَّحيحينِ ما يَشْهَدُ لهذهِ الرِّواياتِ، ففيهِما (٣): عن أبي هُرَيْرَةَ؛ قالَ: نَهَى رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عن الوصالِ في الصَّومِ. فقالَ لهُ رجلٌ مِن المسلمينَ: إنَّكَ تُواصِلُ يا رسولَ اللهِ. قالَ: "وأيكُّم مثلي؟ إنِّي أبيتُ يُطْعِمُني ربِّي ويَسْقيني". فلمَّا أبَوْا أنْ يَنْتَهوا عن الوِصالِ؛ واصلَ بهِم يومًا، ثمَّ يومًا، ثمَّ رَأَوُا الهلالَ. فقالَ: "لو تأخَّرَ لَزِدْتُكُمْ"، كالتَّنكيلِ لهُم حينَ أبَوْا أنْ ينْتَهوا. فهذا يَدُلُّ على أنَّهُ واصلَ بالنَّاسِ في آخرِ الشَّهرِ.

ورَوى: عاصِمُ بنُ كلَيْبٍ، عن أبيهِ، عن أبي هُرَيْرَةَ؛ قالَ: ما واصلَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وصالَكُم قطُّ، غيرَ أنَّهُ قد أخَّرَ الفطرَ إلى السَّحرِ (٤). وإسنادُهُ لا بأْسَ بهِ.

وخَرَّجَ الإمامُ أحْمَدُ مِن حديثِ عَلِيٍّ؛ أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يُواصِلُ إلى السَّحَرْ (٥).


(١) (منكر). رواه: الطبراني في "الأوسط" (٥٦٤٩)، وابن عدي في "الكامل" (٢/ ٨٠٠)، وأبو
نعيم في "الحلية" (٦/ ٢٨١)؛ من طريق حفص بن واقد، ثنا هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أنس … رفعه.
قال الهيثمي (٣/ ١٧٧): "فيه حفص بن واقد البصري، قال ابن عدي: له أحاديث منكرة. قلت: هذا أنكرها على ما نقل المصنّف. وقال ابن عديّ أيضًا: "بعض متنه قد شورك فيه وبعض متنه لا يرويه عن هشام غير حفص". قلت: هذه علامة ضعف الراوي ونكارة حديثه.
(٢) (ضعيف). لم أقف عليه في "تاريخ بغداد" بعد طول بحث ولا في كثير ممّا بين يدي من كتب الخطيب، فحسبي فيه شهادة ابن رجب يرحمه الله بقوله: "في إسناده من لا يعرف حاله".
(٣) البخاري (٣٠ - الصوم، ٤٩ - التنكيل لمن أكثر الوصال، ٤/ ٢٠٥/ ١٩٦٥)، ومسلم (١٣ - الصيام، ١١ - النهي عن الوصال، ٢/ ٧٧٤/ ١١٠٢).
(٤) (لا بأس به إن سلمت الطريق إلى عاصم). ولم أقف عليه.
(٥) (صحيح لشواهده). رواه: عبد الرزّاق (٧٧٥٢)، وابن أبي شيبة (٩٥٨٩)، وأحمد في "المسند" (١/ ٩١ و ١٤١) و"الفضائل" (١٢٣٦)، وعبد بن حميد (٨٥ - منتخب)، والطبراني (١/ ١٠٩/ ١٨٥)، والضياء في "المختارة" (٢/ ١٩٩/ ٥٨٢ و ٧٢٥)؛ من طريق إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن محمد بن علي (وجاء مرّة:=

<<  <   >  >>