للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ} [الحديد: ١٦].

وَقالَ: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: ٢٣].

وَقالَ العِرْباضُ بنُ سارِتةَ: وَعَظَنا رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - موعظةً بليغةً وَجِلَتْ مِنها القلوبُ وذَرَفَتْ مِنها العيونُ (١).

وقالَ ابنُ مَسْعودٍ: نِعْمَ المجلسُ المجلسُ الذي تُنْشَرُ فيهِ الحكمةُ وتُرْجى فيهِ الرَّحمةُ؛ مجلسُ الذِّكرِ (٢).

وشَكا رجلٌ إلى الحَسَنِ قساوةَ قلبِهِ فقالَ: أدْنِهِ مِن الذِّكرِ.

وقالَ: مجالسُ الذِّكرِ مَحْياةُ العلمِ وتُحْدِثُ في القلبِ الخشوعَ.

القلوبُ الميِّتةُ تَحْيا بالذِّكرِ كما تَحْيا الأرضُ المَيْتةُ بالقَطْرِ.

بِذِكْرِ اللهِ تَرْتاحُ القُلوبُ … ودُنْيانا بِذِكْراهُ تَطيبُ

* وأمَّا الزُّهدُ في الدُّنيا والرَّغبةُ في الآخرةِ؛ فبما يَحْصُلُ في مجالسِ الذِّكرِ: مِن


(١) (صحيح). قطعة من حديث جليل طويل من الأحاديث التي عليها مدار الإسلام رواه: أحمد (٤/ ١٢٦ - ١٢٧)، والدارمي (١/ ٤٤)، والبخاري في "التاريخ" (٢/ ٣٦٥)، وابن ماجه (المقدّمة، ٦ - اتّباع سنّة الراشدين، ١/ ١٥/ ٤٢ - ٤٤)، وأبو داوود (٣٤ - السنّة، ٥ - لزوم السنّة، ٢/ ٦١١/ ٤٦٠٧)، والترمذي (٤٢ - العلم، ٦ - الأخذ بالسنة، ٥/ ٤٤/ ٢٦٧٦)، والحارث بن أبي أسامة (٥٥ و ٥٦ - زوائد الهيثمي)، وابن أبي عاصم في "السنّة" (٢٦ - ٣٤ و ٤٨ و ٤٩ و ٥٤ - ٥٩ و ١٠٣٧ - ١٠٤٥)، وابن نصر في "السنّة" (٦٩ - ٧٢)، والطحاوي في "المشكل" (٢/ ٦٩)، وابن حبّان (٥)، والطبراني في "الكبير" (١٨/ ٢٤٥/ ٦١٧ - ٦٢٤ و ٦٤٢) و"الشاميّين" (٤٣٧ و ٤٣٨ و ٧٨٦)، والآجرّي في "الشريعة" (٧٩ - ٨١)، والحاكم في "المستدرك" (١/ ٩٧ - ٩٥) و "المدخل" (١/ ٧٩ - ٨١)، واللالكائي في "السنّة" (٧٩ - ٨١)، وأبو نعيم في "المستخرج" (١ - ٥)، والداني في "السنن" (١٢٤)، والبيهقي في "السنن" (٦/ ٥٤١) و"المدخل" (٥٠ و ٥١)، والخطيب في "الجمع والتفريق" (٢/ ٤٨٩)، والبغوي في "شرح السنّة" (١٠٢)، وابن عساكر (٤٠/ ١٧٦)؛ من طرق كثيرة، عن العرباض … به مطوّلًا ومختصرًا.
وبعض طرق هذا الحديث حسن لذاته، وأكثرها حسن في الشواهد، وبعضها يسير الضعف، والحديث بمجموعها صحيح غاية، ولذلك تتابع أهل العلم على تقويته كالترمذي وابن خزيمة وابن حبّان والحاكم وأبي نعيم والبغوي والمنذري والنووي والذهبي والعسقلاني والألباني.
(٢) في خ: "مجالس الذكر"، وما أثبتّه من ط أولى بالسياق.

<<  <   >  >>