للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• فإذا انْقَضى مجلسُ الذِّكرِ؛ فأهلُهُ بعدَ ذلكَ على أقسامٍ:

* فمنهُم مَن يَرْجِعُ إلى هواهُ فلا يَتَعَلَّقُ بشيءٍ ممَّا سَمِعَهُ في مجلسِ الذِّكرِ ولا يَزْدادُ هدًى ولا يَرْتَدعُ عن ردًى. هؤلاءِ شرُّ الأقسامِ، ويَكونُ ما سَمِعوهُ حُجَّةً عليهِم فتَزْدادُ بهِ عقوبتُهُم (١)، وهؤلاءِ الظَّالمونَ لأنفسِهِم، {أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ


= الضحّاك، قال ابن مسعود … فذكره موقوفًا. والضحّاك عن ابن مسعود مرسل.
وخلاصة القول أنّ إسناد الحديث إلى ابن عمرو منكر واه والمحفوظ إسناده إلى ابن مسعود، والرفع في حديث ابن مسعود منكر والمحفوظ فيه الوقف، والوقف أيضا ضعيف منقطع.

• ورواه الطبراني (١١/ ٧٨/ ١١١٥٨) من طريق أحمد بن العبّاس صاحب الشامة، ثنا الحارث بن عطيّة، ثنا بعض أصحابنا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عبّاس … رفعه لكن قال: "مجالس العلم". قال المنذري والهيثمي (١/ ١٣١): "فيه رجل لم يسمّ". قلت: والحارث يهم.

• ورواه الترمذي (٤٩ - الدعوات، ٨٣ - باب، ٥/ ٥٣٢/ ٣٥٠٩) من طريق يزيد بن حبّان، أنّ حميدًا المكّيّ حدّثه، أنّ عطاء بن أبي رباح حدّثه، عن أبي هريرة … رفعه لكن قال: "المساجد". قال الترمذي: "حسن غريب". قلت: يزيد كثير الخطأ وحميد مجهول. لكن له طريق أخرى بلفظ الترجمة تقريبًا عند ابن شاهين أشار إليها العجلوني في "كشف الخفاء" فلعلّه يتقوّى بها.

• ورواه: أحمد (٣/ ١٥٠)، والترمذي (٤٩ - الدعوات، ٨٣ - باب، ٥/ ٥٣٢/ ٣٥١٠)، والبزّار (٣٠٦٣ - كشف)، وأبو يعلى (٣٤٣٢)، وابن حبّان في "المجروحين" (٢/ ٢٥٢)، وابن عدي (٦/ ٢١٤٧)، والبيهقي في "الشعب" (٥٢٩)، والأصبهاني (١٣٤٧)؛ من طريق محمّد بن ثابت البناني، ثني أبي، عن أنس … رفعه. قال الترمذي: "حسن غريب"، وأقرّه المنذري. قلت: محمَّد بن ثابت ضعيف.
ورواه: ابن أبي الدنيا، والطبراني في "الدعاء" (١٨٩٠)، وأبو نعيم في "الحلية" (٦/ ٢٦٨)، والخطيب في "الفقيه" (١/ ١٢)؛ من طريقين قوّيتين، عن زائدة بن أبي الرقاد، عن زياد النميري، عن أنس … رفعه. وهذا واهٍ: زائدة منكر الحديث، وزياد ضعيف.
* ورواه: عبد بن حميد في "المسند" (١١٠٧)، وابن أبي الدنيا، والبزّار (٣٠٦٤ - كشف الأستار)، وأبو يعلى في "المسند" (١٨٦٥ و ١٨٦٦ و ٢١٣٨)، وابن حبّان في "المجروحين" (٢/ ٨١)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٢٥٢٢) و"الدعاء" (١٨٩١)، والحاكم في "المستدرك" (١/ ٤٩٤)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٥٢٨)، والقشيري في "الرسالة" (ص ١٠١)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (١٣٥٤)؛ من طرق، عن عمر مولى غفرة، عن أيّوب بن خالد بن صفوان، عن جابر … رفعه. قال البزّار: "لا يروى إلّا بهذا الإسناد، تفرّد به عمر". وصحّحه الحاكم، ووافقه البوصيري، وأعلّه المنذري والذهبي والهيثمي بعمر مولى غفرة، قلت: عمر وأيّوب ليّنان والسند ضعيف.
وملخّص ما تقدّم هنا أنّ هذا المتن: موضوع على ابن عمر، منكر من حديث ابن عمرو، ومنكر مرفوعًا عن ابن مسعود، وأمّا أحاديث ابن عبّاس وأبي هريرة وأنس وجابر فمتراوحة بين الضعف واللين، فاجتماعها يقوّي هذا المتن ويصحّحه، وإلى ذلك مال الترمذي والحاكم والمنذري والعسقلاني والألباني.
(١) في خ: "فيزدادوا به عقوبة"! وهو خطأ نحويّ! والأولى ما أثبتّه من م وط.

<<  <   >  >>