للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنَّسائِيُّ.

وخَرَّجَ الإمامُ أحْمَدُ وأبو داوودَ والنَّسائِيُّ والتِّرْمِذِيُّ مِن حديثِ: مُسْلِمٍ القُرَشِيِّ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ أنَّهُ سُئِلَ عن صيامِ الدَّهرِ، فقالَ: "إنَّ لأهلكَ عليكَ حقًّا، فصُم رمضانَ والذي يَليهِ وكلَّ أربعاءٍ وخميسٍ، فإذا أنتَ قد صُمْتَ الدَّهرَ وأفْطَرْتَ" (١).

وخَرَّجَ ابنُ ماجَهْ بإسنادٍ منقطعٍ، أنَّ أُسامةَ بنَ زيدٍ كانَ يَصومُ أشهرَ الحرمِ، فقالَ لهُ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صُمْ شوَّالًا"، فتَرَكَ أشهرَ الحرمِ ثمَّ لمْ يَزَلْ يَصومُ شوَّالًا حتَّى ماتَ (٢).

وخَرَّجَهُ أبو يَعْلى المَوْصِلِيُّ بإسنادٍ متَّصلٍ: عن أُسامَةَ؛ قالَ: كنتُ أصومُ شهرًا مِن السَّنةِ، فقالَ ليَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أينَ أنتَ مِن شوَّالٍ؟ ". فكانَ أُسامَةُ رَضِيَ اللهُ عنهُ إذا أفْطَرَ


= (٢٧٧٨)، وابن عدي (٧/ ٢٥٨١)، والبيهقي في "الشعب" (٣٨٧٠)، والخطيب في "أوهام الجمع" (٢/ ٢٠٥)؛ من طريق هلال بن خبّاب، عن عكرمة بن خالد، ثني عريف من قريش، ثني أبي … رفعه.
قال الهيثمي (٣/ ١٩٣): "فيه من لم يسّم". قلت: وهلال كبر وتغيّر. وقد ضعّفه الألباني.
(١) (ضعيف). رواه: البخاري في "التاريخ" (٧/ ٢٥٣)، وأبو داوود (٨ - الصيام، ٥٧ - صوم شوّال، ١/ ٧٣٩/ ٢٤٣٢)، والترمذي (٦ - الصوم، ٤٥ - صوم الأربعاء والخميس، ٣/ ١٢٣/ ٧٤٨)، والحارث في "المسند" (٣٣٦ - زوائد الهيثمي)، وابن أبي عاصم في "الآحاد" (٨٦٢)، والنسائي في "الكبرى" (٢٧٧٩ و ٢٧٨٠)، وابن قانع في "المعجم" (٢/ ١٧٩/ ٦٦٦)، وابن منده في "الصحابة" (٣/ ١٧٧ - غابة)، وأبو نعيم في "المعرفة" (٣/ ١٧٧ - غابة)، والبيهقي في "الشعب" (٣٨٦٨ و ٣٨٦٩) و"فضائل الأوقات" (٢٠١)، وابن الجوزي في "الواهيات" (٩٠٧)، وابن الأثير في "الغابة" (٤/ ١٢٦)؛ من طريق هارون بن سلمان الفرّاء، ثنا عبيد الله بن مسلم (وقال بعضهم: مسلم بن عبيد الله) القرشي، ثني أبي … رفعه.
قال الترمذي: "حديث غريب". وقال المنذري: "رواته ثقات". قلت: عبيد الله بن مسلم مجهول، فالقول قول الترمذي، وقد ضعّفه الألباني.
(٢) (ضعيف). رواه: ابن ماجه (٧ - الصيام، ٤٣ - صيام الحرم، ١/ ٥٥٥/ ١٧٤٤)، والضياء في "المختارة" (٤/ ١٤٥/ ١٣٥٩)؛ من طريق قويّة، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيميّ، أنّ أُسامة … فذكره. قال البوصيري: "إسناد رجاله ثقات وفيه مقال. قال العلائي في "المراسيل": ذكر في "التهذيب" أنّ محمّد بن إبراهيم التيميّ أرسل عن أُسامة وأُسيد بن حضير. قال شيخنا أبو زرعة: "لم يذكر في "التهذيب" أنّه أرسل عن أُسامة، وإنّما قال: روى عن أُسامة بن زيد وأُسيد بن حضير مرسل، فتوهّم العلائيّ عوده لهما، وليس كذلك، وإنّما هو عائد إلى أُسيد فقط". قلت: بل إليهما معًا، وهو ما استظهره العسقلاني في "تهذيبه"، ثمّ إنّي لم أقف على رواية لمحمّد التيميّ عن أُسامة غير هذه، وقد ساقها مرسلة، فترجّح أنّ حديثه كلّه عنه مرسل، ولذلك تابع أبو زرعة قائلًا: "نعم؛ الحديث الذي في "سنن ابن ماجه" من رواية التيميّ عن أُسامة لم يسنده إليه فليس بمتّصل". قلت: فقد اتّفقوا إذن على أنّ هذه الرواية معلولة منقطعة. وانظر ما بعده.

<<  <   >  >>