ورواه مكحول الشامي واختلف عليه فيه على ثلاثة أوجه: روى أوّلها: أبو نعيم في "الحلية" (٥/ ١٨٨) من طريق محمّد بن عمر الكلاعي، عنه، عن ابن عمر … رفعه بنحوه. وروى الثاني أبو داوود في "المراسيل" (٣٠٣ و ٣٠٤) من وجهين يقوّي أحدهما الآخر، عن مكحول … مرسلًا. وروى الثالث ابن المبارك في "الجهاد" (٢٢٨): أنا مكحول، ثنا الضحّاك بن عبد الرحمن بن عرزب، عن عبد الرحمن بن غنم … موقوفًا. فالوجه الأوّل ساقط لشدّة نكارة حديث الكلاعي. ورواية ابن المبارك عن مكحول في الوجه الثالث منقطعة، اللهمّ إلّا أن يكون الإشكال في المطبوعة؛ فإنّ ابن المبارك لا يقول: أنا مكحول، وعندئذ يصير الوجه الثالث أرجح وأقوى من الثاني ويكون الصواب هاهنا أيضًا الوقف. وخلاصة القول أنّ الوقف راجح على الوجهين، والرفع ساقط، والإرسال محتمل. ومثل هذا لا يزحزح الحديث عن الضعف، وقد قال ابن رجب: "في أسانيدها مقال"، وقال الألباني: "ضعيف جدًّا".