للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مِن طريقِ النَّاسِ يُؤْذيهِم، ولو أنْ تَلْقى أخاكَ ووجهُكَ إليهِ منطلقٌ، ولو أنْ تَلْقى أخاكَ المسلمَ فتُسَلِّمَ عليهِ، ولو أنْ تُؤْنِسَ الوحشانَ في الأرضِ" (١).

وفي الجملةِ؛ فخيرُ النَّاس أنفعُهُم للنَّاسِ وأصبرُهُم على أذى النَّاسِ، كما وَصَفَ اللهُ المتَّقينَ بذلكَ في قولِهِ: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: ١٣٤].

والحاجُّ يَحْتاجُ إلى مخالطةِ النَّاسِ، والمؤمنُ الذي يُخالِطُ النَّاسَ ويَصْبِرُ على أذاهُم أفضلُ ممَّن لا يُخالِطُهُم ولا يَصْبِرُ على أذاهُم.

قالَ رَبيعَةُ: المروءةُ في السَّفرِ: بذلُ الزَّادِ، وقلَّةُ الخلافِ على الأصحابِ، وكثرةُ المزاحِ في غيرِ مساخطِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ.

وجاءَ رجلانِ إلى ابن عَوْنٍ يُوَدِّعانِهِ ويَسْألانِهِ أنْ يُوصيَهُما، فقالَ لهُما: عليكُما بكظمِ الغيظِ وبذلِ الزَّادِ، فرَأى أحدُهُما في المنامِ أن ابنَ عَوْنٍ أهْدى إليهِما حُلَّتينِ.


(١) (صحيح). قطعة من حديث طويل رواه: معمر في "الجامع" (١٩٤٣٤، ١٩٩٨٢)، وابن المبارك في "الزهد" (١٠١٧)، والطيالسي (١٢٠٨)، وابن أبي شيبة (٢٤٨١٢ و ٢٦٥٦٥ و ٢٥٦٩٩)، وابن سعد (٧/ ٤٣ و ٤٤)، وابن الجعد (٣٢٢٠)، وأحمد (٣/ ٤٨٢، ٤/ ٦٥، ٥/ ٦٣ و ٦٤ و ٣٧٧)، والبخاري في "الأدب المفرد" (١١٨٢) و"التاريخ الكبير" (٢/ ٢٠٥ - ٢٠٦) و"التاريخ الصغير" (٤٩٢ - ٤٩٦)، وأبو داوود (٢٦ - اللباس، ٢٣ - الهدب، ٢/ ٤٥٢/ ٤٠٧٥ و ٤٠٨٤ و ٥٢٠٩)، والترمذي (٤٣ - الاستئذان، ١٨ - كراهية عليك السلام، ٥/ ٧١/ ٢٧٢١ و ٢٧٢٢)، وابن أبي الدنيا في "اصطناع المعروف" (٢/ ٧٣ - إصابة)، وابن أبي عاصم في "الآحاد" (١١٨١ - ١١٨٦)، وابن نصر في "تعظيم الصلاة" (٨٠٧)، والنسائي في "الكبرى" (٩٦٩٦ - ٩٦٩١ و ١٠١٤٩ - ١٠١٥٢) و"اليوم والليلة" (٣١٩ - ٣٢٢)، والدولابي في "الكنى" (١٣٥ و ٣٧١ - ٣٧٤)، وابن أبي حاتم في "العلل" (٣٤٩٤) تعليقًا، والمحاملي في "الأمالي" (٣٥٢)، وابن الأعرابي في "المعجم" (٢/ ١٢٩ - إصابة)، وابن قانع في "المعجم" (١/ ٥٥ و ١٤٢)، وابن حبّان (٥٢١ و ٥٢٢)، والطبراني (٧/ ٦٢/ ٦٣٨٣ - ٦٣٩٠)، وابن السنّي (٢٣٦)، والحاكم (٤/ ١٨٦)، والقضاعي (٩٣٥)، والبيهقي في "السنن" (٢٣٦، ٨٨٨٤ و ٨٨٨٥)، وابن عبد البرّ (١/ ٢٢٦ - هامش الإصابة)، والبغوي في "السنّة" (٣٥٠٤)، والأصبهاني في "الترغيب" (١١٣٨)، وابن الأثير في "الغابة" (١/ ٢٩٠)، والمزّي في "التهذيب" (١٩/ ٢٧٠، ٢٠/ ٢٣٨)؛ من طرق ثمان، عن أبي جريّ جابر بن سليم … رفعه مطوّلًا ومختصرًا.
وللحديث أكثر من طريق قويّة لذاتها، واجتماع طرقه يجعله صحيحًا دونما ريب، وقد صحّحه الترمذي وابن حبّان والحاكم والمنذري والذهبي والألباني.

<<  <   >  >>