للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المرفوعِ: "عُجُّوا التَّكبيرَ عجًّا وثُجُّوا الإبلَ ثجًّا" (١). فالعجُّ رفعُ الصَّوتِ بالتكبيرِ والتَّلبيةِ، والثَّجُّ إراقةُ دماءِ الهدايا والنُّسكِ.

والهديُ مِن أفضلِ الأعمالِ: قالَ اللهُ تَعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ} الآيةَ [الحج: ٣٦]. وقالَ [تَعالى]: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: ٣٢]. وأهْدى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في حجَّةِ الوداعِ مئةَ بدنةٍ (٢).

وكانَ يَبْعَثُ بالهديِ إلى منى فتُنْحَرُ عنهُ وهوَ مقيمٌ بالمدينةِ (٣).

• الأمرُ الثَّاني ممَّا يَكْمُلُ بهِ برُّ الحجِّ: اجتنابُ أفعالِ الإثمِ فيهِ مِن الرَّفثِ والفسوقِ والمعاصي.

قالَ اللهُ تَعالى: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: ١٩٧].

وفي الحديثِ الصَّحيحِ: "مَن حَجَّ هذا البيتَ فلمْ يَرْفُثْ ولمْ يَفْسُقْ؛ رَجَعَ كيومَ وَلَدَتْهُ أمّهُ" (٤).


= ذلك فهذا الوجه الثالث منقطع، قال الترمذي: "ابن المنكدر لم يسمع من عبد الرحمن بن يربوع".
قلت: أدخل بعض الضعفاء بينهما سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع، وردّه أحمد والبخاري والترمذي والدارقطني والذهبي والعسقلاني ورجّحوا الوجه المنقطع المذكور.

• ورواه: ابن أبي شيبة (٢/ ٢٥٦ - الحبير)، وأبو يعلى (٥٠٨٦)، وابن المقرئ في "مسند أبي حنيفة" (ص ٢١٣)؛ عن أبي حنيفة، عن قيس بن مسلم الجدلي، عن طارق بن شهاب، عن ابن مسعود … رفعه.
وهذا سند لا بأس به في الشواهد.
فالحديث حسن إن شاء الله بهذين الوجهين الأخيرين، وقد مال إلى تقويته ابن خزيمة والحاكم والمنذري والذهبي والعسقلاني والألباني.
(١) (ضعيف جدًّا). رواه ابن أبي شيبة (١٣٦٠٠) من طريق كلاب بن يعلى، عن منصور بن أبي سليمان، عن ابن أخي جبير، عن جبير … رفعه.
وكلاب بن علي أو يعلى ومنصور بن أبي سليمان أو سلم وابن أخي جبير مجاهيل.
(٢) رواه: البخاري (٢٥ - الحجّ، ١٢٢ - يتصدّق بجلال البدن، ١/ ٥٥٧/ ١٧١٦ - ١٧١٨)، ومسلم (١٥ - الحجّ، ٦١ - الصدقة بلحوم الهدي، ٢/ ١٣١٧/٩٥٤)؛ من حديث عليّ.
(٣) رواه: البخاري (٢٥ - الحجّ، ١٠٦ - من أشعر وقلّد، ٣/ ٥٤٢/ ١٦٩٦)، ومسلم (١٥ - الحجّ، ٦٤ - بعث الهدي إلى الحرم، ٢/ ٩٥٧/ ١٣٢١)؛ من حديث عائشة.
(٤) متّفق عليه. تقدّم نصّه وتخريجه (ص ٥١٣).

<<  <   >  >>