فإذا تركنا الطريق الأولى لحديث أنس، فاجتماع بقيّة الطرق يرشّح هذا المتن للتزحزح عن ضعفه، فإذا أُضيف إليها مرسل عطاء الآتي بعده؛ تبيّن أنّ الحديث حسن. وإلى تقويته مال الألباني. (١) (حسن لشواهده). رواه الفاكهي (٨٥٥)، وابن أبي حاتم في "العلل" (٨٥٦)، والطبراني في "الأوسط" (١٤٠٠)، عن أحمد بن محمّد بن القاسم بن أبي بزّة وأبي عمرو الزيّات، عن محمّد بن يزيد بن خنيس، عن ابن جريج، عن عطاء، (قال ابن أبي بزّة: عن ابن عبّاس رفعه، وقال الزيّات: عن عطاء مرسلًا). قال أبو حاتم: "باطل، ليس هو من حديث ابن جريج". قلت: يعني مرفوعًا والله أعلم. وقال الهيثمي (٣/ ٢٢٤): "فيه أحمد بن محمّد بن القاسم بن أبي بزّة ولم أعرفه". قلت: ضعيف منكر الحديث مشهور بوصل المرسلات، وقد خالفه الزيّات فأرسله، فروايته أولى، وهذا مرسل قويّ يتقوّى ويحسن بما قبله. (٢) (حسن لشواهده). رواه: ابن أبي شيبة (١٥٨٠١ و ٣٤٣٥٢)، وأحمد في "الزهد" (١٥٠)؛ من طريق أبي سنان، عن عبد الله بن الحارث، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - … فذكره. وأبو سنان هو ضرار بن مرّة ثقة، وعبد الله هو الزبيدي ثقة أيضًا، ولكنّ روايته عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلة. وهاهنا شاهد عند أحمد (٣/ ٢١٦) من حديث أنس بسند قويّ. فهذا المرسل يتقوّى به. (٣) يعني: لعلّه من الحجّاج حقًّا وصدقًا. (٤) زاد في حاشية خ هنا: "وجوه عليها للقبول علامة، وليس على كلّ الوجوه قبول"، وليست في م ون، ومن البيّن أنّها إضافة ناسخ أو قارئ.