للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويُنْشِدُ على إثرِ ذلكَ:

فَقُلْتُ دَعوني وَاتِّباعِي رِكابِكُمْ … أكُنْ طَوْعَ أيْديكُمْ كَما يَفْعَلُ العَبْدُ ثمَّ تنفَّسَ وقالَ: هذهِ حسرةُ مَنِ انْقَطَعَ عن الوصولِ إلى البيتِ، فكيفَ تكونُ حسرةُ مَنِ انْقَطَعَ عن الوصولِ إلى ربِّ البيتِ؟!

يَحِقُّ لمَن رَأى الواصلينَ وهوَ منقطعٌ أنْ يَقْلَقَ، ولمَن شاهَدَ السَّائرينَ إلى ديارِ الأحبَّةِ وهوَ قاعدٌ أنْ يَحْزَنَ.

يا سائِقَ العيسِ تَرَفَّقْ وَاسْتَمِعْ … مِنِّي وَبَلِّغْ إنْ (١) وَصَلْتَ عَنِّي

عَرِّضْ بِذِكْري عِنْدَهُمْ لَعَلَّهُمْ … إنْ [يَ] سْمَعوكَ سائِلوكَ عَنِّي

قُلْ ذلِكَ المحبوسُ عَنْ قَصْدِكُمُ … مُعَذَّبُ القَلْبِ بِكُل فَنِّ

يَقولُ أمَّلْتُ بِأنْ أزُورَكُمْ … في جُمْلَةِ الوَفْدِ فَخابَ ظَنِّي

أقْعَدَني الحِرْمانُ عَنْ قَصْدِكُمُ … وَرُمْتُ أنْ أسْعى فَلَمْ يَدَعْني

• يَنْبَغي للمنقطعينَ طلبُ الدُّعاءِ مِن الواصلينَ لِتَحْصُلَ المشاركةُ، كما رُوِيَ عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ لعُمَرَ لمَّا أرادَ العمرةَ: "يا أُخي! أشْرِكْنا في دعائِكَ" (٢).

وفي "مسند البزَّار": عن أبي هُرَيْرَةَ مرفوعًا: "اللهمَّ! اغْفِرْ للحاجِّ ولمَنِ اسْتَغْفَرَ لهُ الحاجُّ" (٣).


(١) في خ: "وبلغ السلام إن"! وهذه زيادة ناسخ لا يستقيم الوزن إلّا بحذفها.
(٢) (ضعيف). رواه: الطيالسي (١٠)، وابن سعد (٣/ ٢٧٣)، وأحمد (١/ ٢٩ و ٥٩)، وعبد بن حميد (٧٤٠ - منتخب)، والفاكهي في "مكَّة" (٨٧٥)، وابن ماجه (٢٥ - المناسك، ٥ - فضل دعاء الحاجّ، ٢/ ٩٦٦/ ٢٨٩٤)، وأبو داوود (٢ - الصلاة، ٣٥٨ - الدعاء، ١/ ٤٧٠/ ١٤٩٨)، والترمذي (٤٩ - الدعوات، ٢٣ - الدعاء، ٥/ ٥٥٩/ ٣٥٦٢)، والبزّار (١١٩ و ١٢٠)، وأبو يعلى (٥٥٠١ و ٥٥٥٠)، وابن حبّان في "المجروحين" (٢/ ١٢٨)، وابن عدي (٥/ ١٨٦٨)، والبيهقي في "السنن" (٥/ ٢٥١) و"الشعب" (٩٠٥٩)، والخطيب في "التاريخ" (١١/ ٣٩٦ و ٣٩٧)، والسمعاني في "الإملاء" (ص ٣٦)، والضياء في "المختارة" (١/ ٢٩٢/ ١٨٤ - ١٨١)؛ من طريق عاصم بن عبيد الله، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر … رفعه.
قال الترمذي: "حسن صحيح". وتعقّبه المنذري في "مختصر السنن" (٢/ ١٤٦) فقال: "في إسناده عاصم بن عبيد الله، وقد تكلّم فيه غير واحد من الأئمّة". وقال الهيثمي (٣/ ٢١٤): "فيه كلام كثير لغفلته وقد وثّق". قلت: خلاصة أمره الضعف، وحديثه كذلك، وقد ضغفه الضياء والمنذري والهيثمي والألباني.
(٣) (ضعيف). تقدّم تفصيل القول فيه (ص ١٦٠).

<<  <   >  >>