فالأوّل ساقط. والثاني مرجوح. والثالث أقواها؛ لقوّة الطريق إلى الأعمش، ولأنّه توبع عليه. والرابع دون الثالث قوّة، ولكنّه ليس بالمرجوح؛ لأنّه لا يبعد أن يكون للأعمش - على سعة روايته - إسنادان في حديث واحد، ولأنّ أصل التوفيق بين المرويّات بعد صحّتها لا ضرب بعضها ببعض. * ثمّ له شاهد يرويه: ابن عدي (٦/ ٢١٧٠)، والبيهقي في "الشعب" (٥٧٥١)؛ من طريق محمّد بن عبد الملك الأنصاري، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة … رفعته. والأنصاريّ متّهم * وآخر يرويه: الطبراني (١١/ ٣٢/ ١٠٩٦٩)، وابن عدي (٣/ ١٢٩٣)، وأبو الشيخ في "الثواب"، والقضاعي (٤٠ و ١٢٩٢)، وابن عبد البرّ في "العلم" (١/ ٢٧)، والخطيب في "التاريخ" (٤/ ٤٣٦)، وابن الجوزي في "الواهيات" (٧٧)؛ من طريق سوّار بن مصعب، عن ليث، عن طاووس، عن ابن عبّاس … رفعه. قال الهيثمي (١/ ١٢٥): "فيه سوّار بن مصعب، ضعيف جدًّا". قلت: متروك ساقط الحديث. * وثالث يرويه: وكيع في "الزهد" (٢٢٢)، وابن أبي شيبة (٢٦١٠٦ و ٣٤٣٩٤)، وابن أبي الدنيا في "الورع"، وابن عبد البرّ في "العلم" (١/ ٢٦)؛ من طريق سفيان، عن عمرو بن قيس، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - … به. وإسناده قويّ، ولكنّه معضل. * ورابع رواه هنّاد في "الزهد" (٩٤٧) من طريق قويّة، عن الحسن وابن سيرين، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - … به. وهذا مرسل جيّد. * وخامس يرويه ابن عبد البرّ في "العلم" (١/ ٢٧) من طريق صهيب بن محمّد بن عبّاد، ثنا بشر بن إبراهيم، ثنا خليفة بن سليمان، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة … رفعه. وهذا ساقط: بشر كذّاب يضع، وصهيب إن كان ابن أخي عبّاد فهالك وإلّا فما عرفته، وخليفة ما عرفته. * وللقطعة الأخيرة منه شاهد من حديث ابن عمر رواه: الطبراني في "الأوسط" (٩٢٦٠) و"الصغير" (١١١٦)، والقضاعي (١٢٩٠)، والخطيب في "الفقيه والمتفقّه" (١/ ٢١)؛ عن ابن عمر … رفعه. وقد ضعّفه الهيثمي والعراقي. وهذه الأسانيد في الضعف كما ترى، ولكنّ اجتماع مرفوعي سعد وابن عمر مع مراسيل الحسن وابن سيرين وعمرو بن قيس يرجّح أنّ للحديث أصلًا عنه - صلى الله عليه وسلم -، وقد قوّاه الحاكم والذهبي والألباني.