للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونَصَّ كثيرٌ مِن الأئمَّةِ على أنَّ طلبَ العلمِ أفضلُ مِن صلاةِ النَّافلةِ، وكذلكَ الاشتغالُ بتطهيرِ القلوبِ أفضلُ مِن الاستكثارِ مِن الصَّومِ والصَّلاةِ معَ غشِّ القلوبِ ودغلِها. ومثلُ مَن يَسْتكثِرُ مِن الصَّومِ والصَّلاةِ معَ دغلِ القلبِ وغشِّهِ كمثلِ مَن بَذَرَ بذرًا في أرضٍ دغلةٍ كثيرةِ الشَّوكِ فلا يَزْكو ما يَنْبُتُ فيها مِن الزَّرعِ بل يَمْحَقُهُ دغلُ الأرضِ


= وروى الرابع: الشاشي (٧٥)، والإسماعيلي في "المعجم" (١/ ٣٥٥)، وأبو الشيخ في "الطبقات" (٣/ ٢٧٦)، والدارقطني في "العلل" (٥٩١)، والحاكم (١/ ٩٢)، والبيهقي في "المدخل" (٤٥٤) و"الزهد" (٨١٧)، والضياء في "المختارة" (٣/ ٢٦٤/ ١٠٦٨)؛ من طريق حمزة بن حبيب الزيّات، عنه، [عن رجل]، عن مصعب بن سعد، عن سعد … رفعه. وحمزة هو القارئ المشهور صدوق، والرجل المبهم صرّح الحاكم والبيهقي أنّه الحكم بن عتيبة الثقة الثبت، فالسند حسن، وقد صحّحه الحاكم والذهبي والألباني.
فالأوّل ساقط. والثاني مرجوح. والثالث أقواها؛ لقوّة الطريق إلى الأعمش، ولأنّه توبع عليه. والرابع دون الثالث قوّة، ولكنّه ليس بالمرجوح؛ لأنّه لا يبعد أن يكون للأعمش - على سعة روايته - إسنادان في حديث واحد، ولأنّ أصل التوفيق بين المرويّات بعد صحّتها لا ضرب بعضها ببعض.
* ثمّ له شاهد يرويه: ابن عدي (٦/ ٢١٧٠)، والبيهقي في "الشعب" (٥٧٥١)؛ من طريق محمّد بن عبد الملك الأنصاري، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة … رفعته. والأنصاريّ متّهم * وآخر يرويه: الطبراني (١١/ ٣٢/ ١٠٩٦٩)، وابن عدي (٣/ ١٢٩٣)، وأبو الشيخ في "الثواب"، والقضاعي (٤٠ و ١٢٩٢)، وابن عبد البرّ في "العلم" (١/ ٢٧)، والخطيب في "التاريخ" (٤/ ٤٣٦)، وابن الجوزي في "الواهيات" (٧٧)؛ من طريق سوّار بن مصعب، عن ليث، عن طاووس، عن ابن عبّاس … رفعه. قال الهيثمي (١/ ١٢٥): "فيه سوّار بن مصعب، ضعيف جدًّا". قلت: متروك ساقط الحديث.
* وثالث يرويه: وكيع في "الزهد" (٢٢٢)، وابن أبي شيبة (٢٦١٠٦ و ٣٤٣٩٤)، وابن أبي الدنيا في "الورع"، وابن عبد البرّ في "العلم" (١/ ٢٦)؛ من طريق سفيان، عن عمرو بن قيس، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - … به. وإسناده قويّ، ولكنّه معضل.
* ورابع رواه هنّاد في "الزهد" (٩٤٧) من طريق قويّة، عن الحسن وابن سيرين، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - … به. وهذا مرسل جيّد.
* وخامس يرويه ابن عبد البرّ في "العلم" (١/ ٢٧) من طريق صهيب بن محمّد بن عبّاد، ثنا بشر بن إبراهيم، ثنا خليفة بن سليمان، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة … رفعه. وهذا ساقط: بشر كذّاب يضع، وصهيب إن كان ابن أخي عبّاد فهالك وإلّا فما عرفته، وخليفة ما عرفته.
* وللقطعة الأخيرة منه شاهد من حديث ابن عمر رواه: الطبراني في "الأوسط" (٩٢٦٠) و"الصغير" (١١١٦)، والقضاعي (١٢٩٠)، والخطيب في "الفقيه والمتفقّه" (١/ ٢١)؛ عن ابن عمر … رفعه. وقد ضعّفه الهيثمي والعراقي.
وهذه الأسانيد في الضعف كما ترى، ولكنّ اجتماع مرفوعي سعد وابن عمر مع مراسيل الحسن وابن سيرين وعمرو بن قيس يرجّح أنّ للحديث أصلًا عنه - صلى الله عليه وسلم -، وقد قوّاه الحاكم والذهبي والألباني.

<<  <   >  >>