للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي روايةٍ فيهِما أيضًا (١): "إنَّ بحسبِكَ أنْ تَصومَ مِن كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيَّامٍ؛ فإنَّ لكَ بكل حسنةٍ عشرَ أمثالِها، فإذنْ ذلكَ صيامُ الدَّهرِ كلِّهِ".

وفي "المسند": عن قُرَّةَ المُزَنِيِّ، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "صيامُ ثلاثةِ أيَّامٍ مِن كلِّ شهرٍ صيامُ الدَّهرِ وإفطارُهُ" (٢)؛ يَعْني: صيامَهُ في مضاعفةِ اللهِ وإفطارَهُ في رخصةِ اللهِ، كما كانَ أبو هُرَيْرَةَ وأبو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُما يَقولانِ ذلكَ، وكانا يَصومانِ ثلاثةَ أيَّامٍ مِن كلِّ شهرٍ ويَقولانِ في سائرِ أيَّامِ الشَّهرِ: نحنُ صيامٌ، ويَتَأوَّلانِ أنَّهُما صيامٌ في مضاعفةِ اللهِ وهُما مفطرانِ في رخصةِ اللهِ.

وقد وَصَّى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جماعةً مِن أصحابِهِ بصيامِ ثلاثةِ أيَّامٍ مِن كلِّ شهرٍ، منهُم أبو هُرَيْرَةَ وأبو الدَّرْداءِ وأبو ذَرٍّ وغيرُهُم (٣).


(١) البخاري (٧٨ - الأدب، ٨٤ - حقّ الضيف، ١٠/ ٥٣١/ ٦١٣٤)، ومسلم (الموضع السابق، ٢/ ٨١٤/ ١١٥٩).
(٢) (صحيح). رواه: الطيالسي (١٠٧٤)، وابن الجعد (١١٢٦)، وأحمد (٣/ ٤٣٥ و ٤٣٦، ٤/ ١٩، ٥/ ٣٤ و ٣٥)، والدارمي (٢/ ١٩)، والبخاري في "التاريخ" (٧/ ٢٣٨)، والبزّار (١٠٥٩ - كشف، ٣/ ١٩٩ - مجمع)، والروياني (٩٣٩)، وابن قانع (٢/ ٣٥٨/ ٩٠٠)، وابن حبّان (٣٦٥٢ و ٣٦٥٣)، والطبراني (١٩/ ٢٦/ ٥٣)؛ من طريق شعبة، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه … رفعه. قال المنذري: "إسناده صحيح". وقال الهيثمي: "رجال أحمد رجال الصحيح". وصحّحه الألباني.
(٣) أمّا حديث أبي هريرة؛ فعند: البخاري (١٩ - التهجّد، ٣٣ - الضحى في الحضر، ٣/ ٥٦/ ١١٧٨)، ومسلم (٦ - المسافرين، ١٣ - صلاة الضحى، ١/ ٤٩٩/ ٧٢١). وأمّا حديث أبي الدرداء؛ فتفرّد به مسلم (الموضع السابق، ١/ ٤٩٩/ ٧٢٢). وأمّا حديث أبي ذرّ؛ فرواه: أحمد (٥/ ١٧٣)، والنسائي في "الكبرى" (٢٧١٢) و"المجتبى" (٢٢ - الصيام، ٨١ - صوم ثلاثة أيّام، ٤/ ٢١٧/ ٢٤٠٣)، وابن خزيمة (١٠٨٣ و ١٢٢١ و ٢١٢٢)، وابن المنذر في "الأوسط" (٥/ ١٧٠)، وابن عبد البرّ في "التمهيد" (٨/ ١٤٠)؛ من طريق صحيحة، عن عطاء بن يسار، عن أبي ذرّ … رفعه. وسماع عطاء من أبي ذرّ محتمل جدًّا، فالسند صحيح، وقد صحّحه الألباني. ورواه: بحشل في "واسط" (ص ٢١٢) من طريق القاسم بن عثمان البصري عن أنس بن مالك، والطبراني في "الأوسط" (٩٠٩١) من طريق المطّلب بن عبد الله بن حنطب؛ كلاهما عن أبي ذرّ … رفعه. والقاسم ضعيف، والمطّلب كثير الإرسال، فالوجهان ضعيفان.
وله طريق أُخرى مفصّلة سيأتي تفصيل القول فيها عند ذكر الأيّام البيض.
فإن لم يصحّ الحديث بالطريق الأولى وحدها؛ فهو صحيح بمجموع طرف، وقد قوّاه ابن خزيمة والمنذري والهيثمي والألباني.

<<  <   >  >>