للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[هود: ٧].

وفي "صحيح البخاريِّ" (١): عن عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "كانَ اللهُ ولمْ يَكُنْ شيءٌ قبلَهُ (وفي روايةٍ: معَهُ)، وكانَ عرشُهُ على الماءِ، وكَتَبَ في الذِّكرِ كلَّ شيء، ثمَّ خَلَقَ السَّماواتِ والأرضَ".

وفي "صحيح مسلم" (٢): عن عَبْدِ اللهِ بن عَمْرٍو، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "إن الله قَدَّرَ مقاديرَ الخلائقِ قبلَ أنْ يَخْلُقَ السَّماواتِ والأرضَ بخمسينَ ألفَ سنةٍ، وكانَ عرشُهُ على الماءِ".

ورَوى ابنُ جَريرٍ وغيرُهُ عن ابن عَبَّاس (٣): إنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ كانَ عرشُهُ على الماءِ، ولمْ يَخْلُقْ شيئًا غيرَ ما خَلَقَ قبلَ الماءِ، فلمَّا أرادَ أنْ يَخْلُقَ [الخلقَ]؛ أخْرَجَ مِن الماءِ دخانًا، فارْتَفَعَ فوقَ الماءِ فسَما عليهِ، فسُمِّيَ سماءً، ثمَّ أيْبَسَ الماءَ فجَعَلَهُ أرضًا واحدةً، ثمَّ فتَقَها فجَعَلَها سبعَ أرضينَ، ثمَّ اسْتَوى إلى السَّماءِ وهيَ دخانٌ، وكانَ ذلكَ الدُّخانُ مِن نَفَسِ الماءِ حينَ تنفَّسَ، [ثمَّ] جَعَلَها سماءً واحدةً، ثمَّ فَتَقَها فجَعَلَها سبعَ سماواتٍ.

وعَن وَهْبٍ: إنَّ العرشَ كانَ قبلَ أنْ تُخْلَقَ السَّماواتُ والأرضُ على الماءِ، فلمَّا أرادَ اللهُ أنْ يَخْلُقَ السَّماواتِ والأرضَ؛ قَبَضَ مِن صفاءِ الماءِ قبضةً، ثمَّ فَتَحَ القبضةَ فارْتَفَعَتْ دخانًا، ثمَّ قَضاهُنَّ سبعَ سماواتٍ في يومينِ، ثمَّ أخَذَ طينةً مِن الماءِ فوَضَعَها في مكانِ البيتِ، ثمَّ دَحا الأرضَ منها.

والآثارُ في هذا البابِ كثيرةٌ (٤).


(١) (٥٩ - بدء الخلق، ١ - {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}، ٦/ ٢٨٦/ ٣١٩٠ و ٣١٩١).
(٢) (٤٦ - القدر، ٢ - حجاج آدم وموسى، ٤/ ٢٠٤٤/ ٢٦٥٣).
(٣) بسند واهٍ.
(٤) وأغلبها روايات إسرائيليّة صريحة، وما أسند منها إلى الصحابة فأكثره لا يصحّ، وما صحّ منها عنهم فممّا تلقّوه عن أهل الكتاب. والتناقض هاهنا كبير لا يكاد الباحث المدقّق معه يخرج بغير الحيرة.
ومن العصمة النافعة والله أن يتمسك المرء هاهنا بالصحيح الصريح من المرفوعات - كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أوّل ما خلق الله القلم، ثمَّ قال له اكتب، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة" - ويكفّ عمّا وراء ذلك من التفاصيل التي ليس لها أثر عمليّ نافع في حياة المسلم ولا تعدو أن تكون صحيحة غير صريحة أو صريحة غير صحيحة، {فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا}.

<<  <   >  >>