وقالَ خَليفَةُ العَبْدِيُّ: لو أن الله لمْ يُعْبَدْ إلَّا عن رؤيةٍ ما عَبَدَهُ أحدٌ، ولكنَّ المؤمنينَ تَفَكَّروا في مجيءِ هذا الليلِ إذا جاءَ فطَبَّقَ كلَّ شيءٍ ومَلأ كلَّ شيءٍ ومَحا سلطانَ النَّهارِ، وتَفَكَّروا في مجيءِ النَّهارِ إذا جاءَ فمَلأ كلَّ شيءٍ وطَبَّقَ كلَّ شيءٍ ومَحا سلطانَ الليلِ، وتَفَكَّروا في السَّحابِ المسخَّرِ بينَ السَّماءِ والأرضِ، وتَفَكَّروا في الفلكِ التي تَجْري في البحرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ، وتَفَكَّروا في مجيءِ الشِّتاءِ والصَّيفِ، فواللهِ؛ ما زالَ المؤمنونَ يَتَفَكَّرونَ فيما خَلَقَ لهُم ربُّهُم حتَّى أيْقَنَتْ قلوبُهُم وحتَّى كأنَّما عَبَدوا الله عن رؤيتِهِ.