للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أُشْهِدُكِ أنِّي قد أجَرْتُهُ". قالوا: وما زمهريرُ جهنَّمَ؟ قالَ: "بيتٌ يُلْقى فيهِ الكافرُ فيَتَمَيَّزُ مِن شدَّةِ بربٍ" (١).

أبوابُ النَّارِ مغلَّقةٌ وتُفْتحُ أحيانًا، فتُفْتَحُ أبوابُها كلُّها عندَ الظَّهيرةِ، فلذلكَ يَشْتَدُّ الحرُّ حينئذٍ فيَكونُ في ذلكَ تذكرةٌ بنارِ جهنَّمَ.

- وأمَّا الأجسامُ المشاهدةُ في الدُّنيا المذكِّرةُ بالنَّارِ؛ فكثيرةٌ:

[١] منها: الشَّمسُ عندَ اشتدادِ حرِّها، وقد رُوِيَ أنَّها خُلِقَتْ مِن النَّارِ وتَعودُ إليها (٢).

وخَرَّجَ الطَّبَرانِيُّ بإسنادِهِ: أن رجلًا في عهدِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَزَعَ ثيابَهُ ثمَّ تَمَرَّغَ في الرَّمضاءِ وهوَ تقولُ لنفسِهِ: ذوقي! نارُ جهنَّمَ أشدُّ حرًّا، جيفةٌ بالليلِ، بطَّالٌ بالنَّهارِ. فرَآهُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ: يا رسولَ اللهِ! غَلَبَتْني نفسي. فقالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لقد فُتِحَتْ لكَ أبوابُ السَّماءِ، وباهى اللهُ بكَ الملائكةَ" (٣).


(١) (ضعيف). رواه: عثمان الدارمي في "الردّ على المريسي" (ص ٤٨)، وابن السنّي في "اليوم والليلة" (٣٠٦)، وأبو نعيم في "اليوم والليلة" (٢٩٨١ - كشف الخفاء)، والبيهقي في "الصفات" (٣٨٧)؛ من طريق عبد الله بن سليمان، عن درّاج، (عن أبي الهيثم عن أبي سعيد أو عن ابن حجيرة الأكبر عن أبي هريرة) … رفعه. وهذا سند ضعيف: عبد الله بن سليمان يخطئ. ودرّاج فيه ضعف عمومًا وروايته عن أبي الهيثم خصوصًا ضعيفة، وقد تردد فيه على وجهين.
ورواه السهمي في "جرجان" (ص ٤٨٦) من حديث أبي موسى الأشعري بسند فيه: لاحق بن حسين كذّاب قليل الحياء، وضرار بن علي ويزيد بن أوس وثابت بن قيس مجاهيل.
فالحديث ضعيف بطريقه الأولى موضوع بطريقه الثانية، وقد ضعّفه العجلوني وغيره.
(٢) (لم أقف عليه بهذا السياق). لكن ساق أبو الشيخ في "العظمة" روايات عدّة موقوفة على كعب الأحبار وجماعة من الصحابة والتابعين تفيد أنّ بدء خلق الشمس كان من النار. والواقف على هذه المرويّات لن يتردّد في أنّها ممّا تلقّاه الصحابة عن كعب وغيره من علماء أهل الكتاب. وأمّا عود الشمس إلى النار يوم القيامة؛ فقد جاء مرفوعًا بسند قويّ: "إنّ الشمس والقمر ثوران مكوّران في النار يوم القيامة". فلعلّ المصنّف يرحمه الله أراد هذه المرويّات.
(٣) (ضعيف). رواه: الروياني (١)، والطبراني (٢/ ٢٢/ ١١٥٩)؛ من طريق أبي عبد الله صاحب الصدقة، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه … رفعه. قال الهيثمي (١٠/ ١٨٨): "أبو عبد الله صاحب الصدقة لم أعرفه، وبقيّة رجاله ثقات".
ورواه ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس" (٥٧) من طريق ليث عن طلحة … به. قال العراقي: لا منقطع أو مرسل، ولا أدري من طلحة هذا". قلت: وليث هذا هو ابن أبي سليم مخلّط.

<<  <   >  >>